إرادة شعب الجنوب صمود ووعي

السياسة - منذ 19 ساعة

عين الجنوب | تقرير - خاص

عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الأرض والوطن، لا يوجد مكان للتردد أو المساومة. هذا هو الدرس الذي يعيده الجنوبيون يومياً عبر مواقفهم الثابتة على الأرض. في يافع كما في كل الجبهات، يثبت الجنوب أن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعاً.

حقيقة الجغرافيا لا تحتاج إلى دليل، هذه أرض جنوبية بحدودها المعروفة، وشعب له هويته المميزة وتاريخه الموثق. عندما يحاول الحوثيون اختراق الحدود، فإنهم يواجهون قوات مسلحة باسلة، ويصطدمون بإرادة شعب يعرف بالضبط ما يريد. الجنوب ليس أرضاً بلا شعب، وهذه ليست معركة على مواقع عسكرية، بل هي اختبار لإثبات الحقوق والملاك الحقيقين للأرض.

حتى في ظل حرب الخدمات المفتعلة، وقطع الرواتب، وتفشي الأزمات المعيشية، يظل المنطق الجنوبي ثابت. هنا، يقاتل الجندي على الحدود بينما قد تواجه أسرته صعوبات المعيشة، لأن الأولوية دائماً للوطن. هذه المعادلة الحقيقية على الارض هي ما يجعل شعب الجنوب وقواته المسلحة ظاهرة للصمود والثبات على الارض رغم كل محاولات كسر ارادته.

بينما هناك الحوثيون يقاتلون لفرض هيمنة أيديولوجية، يظل الجنوبيون يدافعون عن أرضهم وهويتهم، هناك المحتل يبحث عن التوسع لكن أصحاب الأرض يحمون تراثهم وارضهم وسيادتهم، الفرق واضح طرف يحاول سرقة ما ليس له، وطرف يدافع عما يملكه بالحق التاريخي والقانوني.  

الجنوب لم يعد يحتمل التأجيل أو المساومة. كل قطرة دم تسيل على الحدود، كل جندي يصمد في الخنادق، كل أسرة تتحمل المشقات - جميعها تشير إلى حقيقة واحدة، الشعب الجنوبي اختار طريق الدولة، ولن يعود إلى الوراء.  

هذا ليس تعبيراً عاطفياً، بل حقائق تثبتها الأيام، فالقوات المسلحة الجنوبية تزداد تماسكاً وخبرة، والدعم الشعبي للمؤسسة العسكرية في تصاعد، وميليشيا الحوثي محاولاتها تبوء بالفشل تلو الفشل. 

الجنوب اليوم ليس كما كان بالأمس. لقد فهم أبناؤه أن الحقوق تُأخذ ولا تُعطى. ورغم كل المؤامرات والمصاعب، فإن إصرارهم على الدفاع عن أرضهم هو رسالة واضحة للعالم، هذه أرض جنوبية، وهذا شعب جنوبي، وهذا التاريخ شاهد، وهذه إرادة لا تنكسر.

فيديو