ثماني سنوات منذ تحويل الدولة لكيان عائلي..

تقارير - منذ 2 سنة

ثماني سنوات منذ تحويل الدولة لكيان عائلي.. الحوثيون الفوضى والمجاعة عين الجنوب ـ نيوز يمن [caption id="attachment_4822" align="alignnone" width="300"]ثماني سنوات منذ تحويل الدولة لكيان عائلي.. ثماني سنوات منذ تحويل الدولة لكيان عائلي.. [/caption] أدى انقلاب ذراع إيران على واقع الدولة اليمنية، منذ 8 سنوات إلى التسبب باندلاع الحرب وما ترتب على ذلك من تدميرها لمؤسسات الدولة، وتحويلها لخدمة مشروع الحوثيين السلالي وتعمدت مليشيات الحوثي زيادة معاناة اليمنيين، وقامت بجهود حثيثة لتغيير الهوية والقيم اليمنية. لم تكتف ذراع إيران بالقتل وانتهاك واقع اليمنيين بعد انقلابها، بل عمدت إلى تزييف الحقائق وتكريس حالة القمع واستهداف المناهج التعليمية، وزيادة خنقها لليمنيين الخاضعين لسلطتها بمنعها للرواتب وتنفيذ عملية إقصاء الموظفين، وتعيينها لقياداتها في المفاصل المهمة خاصة المرتبطين والقريبين من مركز القرار الحوثي، ويعتمد ذلك على معيار عائلي وعنصري. في شهر سبتمبر عام 2014 أعد الحوثيون قوتهم، وسيطروا على الدولة اليمنية مع سيطرتهم على صنعاء، وهدفت المليشيا الحوثية في اختيار ذلك التوقيت المقارب لثورة 26 سبتمبر، من أجل القضاء على رمزية الثورة التي قامت منذ 60 عاما بدعم مصري، وما تحمله من دلالات وأهمية تاريخية وسياسية، وطي صفحتها باعتبارها حدثا استهدف وجودهم السياسي وقضى على واقع حكمهم. ومع مرور سنوات على انقلاب جماعة الحوثيين، والذي أتاح لها تعميق وجودها في مختلف المؤسسات، ضمن أجندة تسببت بإزمة اقتصادية كبيرة وتدهور لظروف حياة السكان المعيشية، في المناطق التي يحكمها الحوثيون. يرى عمار محمد الوهباني -إعلامي- أن مليشيات الحوثيين رسخت واقعا جديدا وفوضويا، من خلال الأجندة والسياسات التي أدت إلى التفكك الاجتماعي والطبقي، بين اليمنيين وتغلغل السياسات العنصرية. واعتبر عمار أن مثل هذا المخطط أتى عن طريق تحكم بعض الأسر والعوائل المحددة، على الوظائف الهامة مع تشديد جماعة الحوثيين قبضتها لتقوم بإجراءات سياسية واقتصادية تخدم مصالحها، وفرض وجودها السلالي والحصول على إمكانيات مالية هائلة، أدت إلى إفقار اليمنيين وزيادة الأعباء عليهم. استهداف لثورة سبتمبر خمسة أيام فصلت بين يوم دخول الحوثيين في 21 سبتمبر من عام 2014 والذي أطلق عليه الحوثيون بالثورة وبين 26 سبتمبر! الثورة التي اقتلعت الإمامة والاستبداد ودعت إلى إزالة الفوارق والامتيازات، والتي أعادت لليمنيين الكرامة والحرية التي فقدوها، لكن الحوثيين لم ينسوا الانتقام من سبتمبر ووضعوا انقلابهم ليرتبط بهذا الشهر كحالة ابتكار مغطاة، بحالة خواء لإزاحة ثورة اليمنيين الحقيقية. يعتبر باسم محمد الشرعبي -ناشط حقوقي- أن التوقيت الذي وضعه الحوثيون لاختيار شهر سبتمبر، كان الهدف منه إزاحة ثورة 26 من المشهد والتعاطي مع انقلابهم على أنه ثورة، وهو في الواقع انتقام من الثورة الحقيقية التي رمت بحكم حميد الدين وأذلتهم، وأسقطت خرافتهم التسيدية والعنصرية. ويرى باسم أن ثماني سنوات من الحرب والانتقام والتدمير والفوضى، كانت دليلا على توحش الحوثيين، فما فعلته المليشيات في تعز وعدن ولحج، والألغام التي زرعوها والأطفال الذين سقطوا من خلال تجنيدهم في صفوف هذه المليشيات، كل ذلك يعبر عن الوجه الحقيقي للمليشيات وأهدافها. وقال "لدى مليشيات الحوثي سياسات تهدف إلى افقار اليمنيين وإقصائهم، وتحويلهم ليكونوا من دون أدنى قوة أو إمكانية لمواجهة أهدافهم الخبيثة، فهم فصلوا الدولة على مقاسهم وبناءً على نوعية نظرتهم لليمنيين، وسعوا منذ دخولهم صنعاء وسيطرتهم على بقية المدن ليجعلوا الحكم عنصريا سلاليا، يستمد شرعيته من واقع إباحة حقوق وممتلكات الآخرين لتحقيق سلطة حكم قاهرة! لإرادة اليمنيين في اختيار نظام حكمهم. سياسة التركيع والتجويع اختلقت مليشيات الحوثيين العديد من الإجراءات التي تسعى لتنفيذها، فهي منعت تسليم مرتبات الموظفين القدماء وتقوم بتسليم مرتبات من وظفتهم ما بعد انقلابها كل شهر. وتعمل مليشيات الحوثيين على إرهاق اليمنيين بسياسات أفقدتهم القدرة على العيش، خاصة مع محاولاتها السيطرة على كل المؤسسات والمنظمات ونهبها للكثير من المساعدات، إلى جانب فرض الإتاوات وتوسيع تدخلاتها في واقع اليمنيين، وتنفيذ خيارات لتفكيك واقع المجتمع وإرهاقه وإضعافه. يرى مازن العامر -خبير اقتصادي- أن سياسات الحوثيين منذ تدميرهم لواقع الدولة! تركز على تحقيق طموح هذه الجماعة في نهب أموال وممتلكات معارضيها، وتعزير هذا التواجد واستهداف أموال الكثير من اليمنيين الذين لا يتفقون مع مشروع الجماعة، حيث تعتبر الجماعة أن المال القوي البعيد عنها هو عدو لها. ويضيف. إن جماعة الحوثيين دمرت كل عوامل الاقتصاد الحقيقي، وفرضت واقعا فوضويا واتخذت إجراءات مليشياوية مكنتها من تدمير حياة الناس، ومع زيادة فرضها للأموال على التجارة والسلع والطريقة اليومية من فرض الإتاوات، بمسميات مختلفة فإنها أسهمت في ذلك برفع الأسعار وهذا انعكس على السكان وزاد من رقعة الفقر واتساع المجاعة.

[عين الجنوب]

فيديو