الجنوب واستحقاقه الدولي وموقفه المحوري في مواجهة ميليشيات الحوثيين ومكافحة الإرهاب
السياسة - منذ 15 يوم
عين الجنوب | تقرير - خاص
المجلس الإنتقالي يمثل دولة الجنوب، تصريحات جديدة وموقف ثابت أكدته تصريحات الدبلوماسية الجنوبية وممثلة المجلس الانتقالي الجنوبي لدى الأمم المتحدة، سمر أحمد، والتي تشير إلى تحولات جوهرية في الخطاب الجنوبي على المستوى الدولي، أهمها الرفض القاطع للقبول بصفة مراقب في الأمم المتحدة، والمطالبة العادلة باستعادة المقعد الجنوبي الكامل الذي كان قائماً قبل الوحدة في عام 1990. هذه الخطوة تعكس إصرار القيادة الجنوبية وتمسكها بالثوابت الوطنية التي تعكس طموحات شعب الجنوب في استعادة مكانه الجنوب كدولة مستقلة وفاعلة مبنية على اسس حديثة في المجتمع الدولي، استناداً إلى حقائق تاريخية وسياسية لا يمكن طمسها او تجاهلها.
وفي سياق متصل، شددت سمر أحمد على أن سيطرة ميلشيات الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء حولت المنطقة إلى منصة عدوان مستمرة ضد الجنوب ودول الجوار. حيث أن ميلشيا الحوثيين شنّت هجمات على مطارات ومنشآت مدنية جنوبية وخليجية، مما يؤكد الطبيعة العدوانية للمليشيا وتطرفها وخطرها العابر للحدود في اكثر من حدث منذ انقلابها في 2014.
وبرغم هذه التحديات، تواصل القوات الجنوبية التصدي لميليشيا لحوثيين وتنظيم القاعدة الإرهابي في ظروف شديدة الصعوبة وسط دعم دولي محدود. هذه المواجهة المصيرية والتي يقودها المجلس الإنتقالي بالشراكة المصيرية مع الاشقاء في التحالف العربي تكشف عن ثغرة كبيرة في الموقف الدولي، الذي لا يزال متذبذباً وغامضاً بشكل غير مبرر في موقفه عن توفير دعم سياسي وأمني كاف للجنوب وقواته المسلحة، رغم إسهامه الكبير في مكافحة الإرهاب وحماية الملاحة الدولية.
من جهة أخرى، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر ممثلته، دعمه لمبادرة السلام العربية، وهي خطوة داعمه تعكس التزام الجنوب بالحلول العربية التي تستند الى حل الدولتين.
إن استمرار التجاهل الدولي لحق الجنوب في استعادة عضويته في الأمم المتحدة، وسيادته على ارضه، والتقاعس عن إدانة اعتداءات ميلشيات الحوثي الارهابية، لا يمثل فقط تقويضاً لقيم العدالة الدولية مثلتها الازدواجية والإنتقائية، بل يبعث برسالة خاطئة ومتماهية تشجع على استمرار العنف والإرهاب وعدم الاستقرار وتفقد الثقة بالمؤسسات الدولية. وعليه، فإن المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة، مطالب اليوم باتخاذ خطوات عملية اهمها الاعتراف بحق الجنوب في استعادة تمثيله السيادي كدولة مستقلة بعضوية كاملة في الامم المتحدة والمنظمات والمحافل الدولية؛ وتوفير دعم سياسي وأمني مباشر للقوات الجنوبية التي تقاتل جماعات مصنفة دولياً كإرهابية؛ مثل تنظيم القاعدة وداعش، والضغط ومحاسبة ميلشيات الحوثي الارهابية على استهدافها المتكرر للمدنيين والمنشآت في الجنوب العربي والاقليم.
إن الجنوب بشعبه وقيادته وهويته وجغرافيته التاريخية اليوم ليس مجرد ملف داخلي ضمن الأزمة اليمنية، بل هو طرف رئيسي في الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، ولابد ان يتم اعادة النظر بشكل حقيقي في الموقف الدولي تجاه عدالة مطالبة الشعبية والقانونية في استعادة دولته على حدودها المتعارف عليها دولياً قبل 21 مايو 1990.