منفذ شحن بين تهريب وكمين وحصار ... إن وراء الاكمة ماوراءها.

السياسة - منذ 16 ساعة

خاص|| رأي عين الجنوب | السياسية:

في فصلٍ موحشٍ من فصول الخيانة ، انفجرت الحقائق من باطن الأرض في شحن ـ المهرة، لتكشف وجهاً قبيحاً للمؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب من خاصرته الشرقية.
 فلم تكن حادثة القبض على المتحوث الزايدي وابن أخيه مجرد إجراء أمني روتيني، بل كانت شرارةً كشفت حجم التغلغل الحوثي في عمق المهرة، وكشفت معها الأيادي الخفية التي تعبث بأمن الجنوب برمّته.
ففي سيناريو فاضح ومرعب، يعصف بالأرض في شحن ـ المهرة ، تنكشف خيوط المؤامرة التي يحيكها ثلاثة أطراف خبيثة ضد الجنوب : الحوثي، شرعية الإخوان ، ولجنة الاعتصام التابعة للحريزي المدعوم من سلطنة عمان وبعض القوات والقبائل المدعومة من مليشيات الحوثي.

إن هذه اللعبة القذرة، التي يُراد منها إضعاف الجنوب وتقويض أمنه، لم تعد خافية على أحد ، فالهدف واضح هو تدمير الجنوب وإضعاف قواته، وتفكيك نسيجه الاجتماعي والسياسي، بالتواطؤ مع بعض القوى المحلية التي أصبح دورها مكشوفاً.

اليوم يتكرر المشهد في شحن، حيث تم القبض على الزايدي ومن ثم تم القبض على أبن أخيه اليوم التالي ، لتشتعل بعدها ساحة شحن كأنها ساحة حرب.

فبدلاً من أن تُستكمل الإجراءات القانونية ويتم نقل المعتقل إلى الغيضة ، هبّت قبائل موالية للمليشيات الحوثية، وبتنسيق خفي معلن، نصبت الكمائن، وخلقت الفوضى، وأجبرت القوات الأمنية على التراجع تحت ضغط السلاح والكمين، لغرض اختطاف من تم القبض عليه من أحد أفراد عائلة المتحوث الزايدي في أحد منافذ المهرة،لكن ما حدث بعدها يُظهر لنا مدى عمق التواطؤ والتآمر .
حيث قامت القوات الأمنية بنقل الزايدي، ولكن هذه المرة كانت شحن على موعد مع فوضى جديدة كما أسلفنا.
إن ما حدث في شحن لم يكن مجرد حادث عابر، بل كان استمراراً لنفس السيناريو المجرم: اعتقال ـ كمين ـ حصار ـ تواطؤ ـ انسحاب!
ومن خلف الستار، تُكتب فصول الغدر باسم القبيلة وتُنفذ بأمر الحاقدين على الجنوب، لكن الأغرب من ذلك كله، هو غياب السلطة المحلية، وصمت القوات الحكومية التي من المفترض أن تتحمل مسؤولياتها وتدافع عن الأمن الوطني.
فالتواطؤ المكشوف هذا يقود إلى السؤال الذي يطرق الرأس كالمطارق:
أين السلطة المحلية في المهرة؟
هل تحولت إلى ديكور سياسي عاجز؟ أم أنها جزء من معادلة الخنوع والخيانة؟.
فعندما يُحاصر رجال الأمن، ويُهدد الأمن القومي، وتُغلق الطرق في وجه الدولة، ثم لا يصدر موقف رسمي واضح، فإننا لا نتحدث عن غياب، بل عن شبهة شراكة أو خوف أو رضوخ!

إن صمت السلطة المحلية ليس حياداً، بل اصطفافاً مريباً مع صُنّاع الفوضى. فالصمت في ميدان الخيانة خيانة مضاعفة

كذلك التواطؤ الحقيقي الذي يجب أن يُفضح بكل وضوح هو خيانة الحريزي ولجنة الاعتصام التابعة له ، فهذا الشخص المسمى علي سالم الحريزي، المدعوم من سلطنة عمان، لم يكن يوماً يسعى لحماية مصالح أبناء المهرة، بل كان يتعاون مع الحوثي لتقويض أمن الجنوب من الداخل.
فلجنة الاعتصام التي يديرها الحريزي ليست إلا أداة لتنفيذ أجندات خارجية، يتم استخدامها لتحقيق أهداف مليشيا الحوثي في المنطقة. وبدلاً من أن تكون هذه اللجنة صوتاً للمواطن، أصبحت صوتاً للغدر والخيانة، إذ تعمل على حشد القبائل لتشكيل ضغط عسكري على القوات الأمنية، بهدف فتح المنافذ أمام الحوثي لتمرير أهدافه.

إن ما جرى في شحن هو نتيجة مباشرة لهذه المؤامرة، إذ نرى تعاوناً وتنسيقاً مستمراً بين الحريزي ولجنة الاعتصام وبين الحوثي، بهدف تهديد الأمن الجنوبي وتسهيل وصول المليشيا إلى المهرة ، ومن الواضح أن هذا التعاون يتم بتغطية واضحة من سلطنة عمان، التي تسعى بكل وضوح إلى زعزعة استقرار المنطقة وخلق بيئة ملائمة لتمدد الحوثيين في المهرة.


فالخيانة الكبرى والخنجر المسموم هما الحريزي ولجنة الاعتصام الحوثية والقبائل التي ارتمت مؤخرا بحضن الحريزي، فالحوادث الأخيرة ليست مجرد تصرفات فردية لقبائل منفلتة أو شباب مغرر بهم، بل هي امتداد مباشر لخطة مدروسة تمولها وتديرها لجنة الاعتصام التابعة للحوثيين في المهرة، بقيادة رأس الفتنة المدعو علي سالم الحريزي، أحد أخطر أدوات التمرد الحوثي الناعم في الشرق الجنوبي.

فالحريزي، ومنذ أعوام يسعى لتحويل المهرة إلى "منطقة محررة" من السيادة الجنوبية، وتسليمها على طبق من ذهب لصنعاء أو لمسقط، كلما اقتضت اللعبة.
أما لجنة الاعتصام هذه لم تكن يومًغ صوتاً للمواطن، بل منصة لتبرير التهريب، وتسهيل التسلل الحوثي، وحماية العناصر المأجورة تحت شعار "السيادة"!


كذلك لا يمكننا أن نغفل دور القوات الحكومية في هذا السيناريو المشبوه، فالتواطؤ الذي أصبح واضحاً بين بعض القوات النظامية والحوثيين وأدواتهم المحلية، مثل الحريزي، هو بمثابة خيانة كبرى.
ففي اللحظة التي يُفترض فيها أن تتحرك القوات الحكومية لفرض النظام، فإننا نرى تواطؤاً صريحاً معهم، بل تخاذلاً يصل إلى حد التغاضي عن تكرار الكمائن ضد رجال الأمن.

إن القوات الحكومية، التي من المفترض أن تكون الحامية للأمن الجنوبي، أصبحت جزءاً من هذه الشبكة المعقدة التي تضع مصالح الحوثيين وأتباعهم فوق مصلحة الشعب الجنوبي. وبكل أسف نجد أن البعض داخل هذه القوات بدلاً من التصدي للمليشيات أصبحوا جزءاً من معركة خفية مع الجنوب يسهمون في تدمير أمنه واستقراره.
إن ما جرى ويجري في شحن يؤكد أن هذا المشروع لم يعد في الظل... بل خرج إلى العلن!
فالدعم اللوجستي الذي حظي به الزايدي وأقاربه، والتغطية القبلية التي تحركت في لحظات، تُشير إلى وجود غرفة عمليات تعمل باحتراف، وإلى تنسيق بين قيادات في لجنة الاعتصام بقيادة المدعو علي سالم الحريزي وقيادات حوثية ميدانية..
إن ما يحدث اليوم في المهرة هو كارثة بكل المقاييس.
 المهرة المنطقة الجنوبية الشرقية التي كانت تعد حصناً منيعاً ضد التهديدات الحوثية، أصبحت اليوم مسرحاً للفوضى وصراعاً مفتوحاً بين المرتزقة الحوثيين والشرعية المتواطئة، ولجنة اعتصام المهرة بدعم مباشر من سلطنة عمان، وإن ما حدث ليس إلا بروفة لانقلاب ناعم يبدأ من المنافذ ، فإذا لم يتم سحق هذا المخطط سريعاً فإن:
1 ـ المهرة ستتحول إلى ملاذ آمن للخلايا الحوثية.

2 ـ قوات الأمن ستُجرد من صلاحياتها تدريجياً.

3 ـ كل اعتقال لحوثي سيقابله "كمين قبلي".

4 ـ كل تحرك أمني سيكون مرهوناً بموافقة لجنة الاعتصام!


بالنظر إلى هذا المخطط الممنهج والممول فإنه لا يستهدف تحرير الزايدي ، بل يستهدف قلب الجنوب من خاصرته الأضعف...
وإن لم يُقطع هذا الورم سريعاً ، فسيمتد إلى حضرموت وسقطرى وميناء نشطون!
إن الخطة المدبرة لن تُنفذ إلا إذا ّاستمر هذا التعاون الفاضح بين الحريزي ولجنة الاعتصام مع الحوثي والقوات الحكومية. 

إن المهرة اليوم تُختطف من داخلها، بينما السلطة المحلية لا تقوم بأي فعل يُذكر.
 السلطة المحلية في المهرة لا تملك إرادة سياسية حقيقية، بل تحولت إلى مجرد شاهد زور على تدمير الجنوب!

الجنوب خط أحمر 

يا أبناء الجنوب، يا من حفرتم بدمكم معركة التحرير...
شحن اليوم تناديكم!
المهرة تُختطف أمام أعينكم، والخونة في الداخل أكثر خطراً من الأعداء في الخارج!

فإما أن نتحرك ونُطهر المهرة من المتحوثين،
وإما أن نصحو على صرخة الحوثي يُرفع في شحن ويُزغرد له الحريزي!
لا حياد بعد اليوم... ولا مكان للرمادية في معركة بقاء الجنوب.
المهرة ليست خطاً أحمر فحسب، بل هي جسر الأمان الجنوبي الذي يجب أن نحميه بكل قوتنا. اليوم نشهد خيانة واضحة، ولكن لا بد أن نرفع الصوت عالياً:
جنوبنا خط أحمر!
لقد بات واضحاً أن الحريزي ولجنة الاعتصام والقوات المشكوك فيها لا لهم إلا تنفيذ أجندات الحوثي بدعم مباشر من سلطنة عمان، بينما نرى القوات الحكومية تساوم على أمن الجنوب.
لن نسمح للحوثيين بأن يسرقوا منا المهرة، ولن نتركها أرضاً خصبة لمؤامرات الأعداء.
الجنوب سيتصدى لهذا المخطط، والمهرة ستكون حرة رغم أنف الخونة!
الجنوب لن يُباع... والمهرة ستعود حرة طاهرة رغم أنف الخونة!
يقيناً راسخاً وحقاً ثابتاً إن المهرة ستظل جنوبية، ولن تُسلم لقوى الاحتلال الحوثي الإخوان!

فيديو