الجنوب نحو استعادة القرار الجنوبي، إرادة شعب وقيادة حكيمة

تقارير - منذ 15 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص

بين التحديات والرهانات، يواصل الجنوب طريقه بثبات نحو الاستقلال واستعادة الدولة. المجلس الانتقالي الجنوبي، كجسر بين الماضي و المستقبل، لا يتوقف عن الحركة. وفي لحظة حاسمة ووطنية، يظهر المجلس ككيان يتشكل بإرادة شعب لا يقبل التنازل، ولا يرتضي الهامش.

في العاصمة عدن، حيث كتب التاريخ الجنوبي فصول عودته منذ إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017، يتقدم المشهد السياسي بثقة، حمل بين سطوره رسائل واضحة: المجلس لم يتراجع، ولم يتغير، بل يزداد رسوخاً وصلابة امام كل التحديات التي ترتبط بمنظومة حرب ممنهجة تستهدف الجنوب إنسانياً ومعيشياً بعد أن فشلت أدوات الاحتلال الخبيثة في تركيعه.

في قلب هذا المشهد، لا تغيب حضرموت. هذه المحافظة التي قالت كلمتها في مليونية المكلا بعنوان حضرموت أولاً، وعادت لتُعيد تأكيدها عبر اجتماع الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في المحافظة: لا للخنوع، ولا للصمت أمام سياسة "حرب الخدمات". الكهرباء المنهارة هي عنوان لمشروع إنهاك متعمد، لا يهدف إلا لتركيع الناس وسحبهم من معركة الوعي إلى مستنقع الإحباط. لكن النتيجة كانت عكسية. حضرموت، مثلها مثل محافظات الجنوب الأخرى، أثبتت أنها أقوى من أن تهزَم بأساليب التجويع والتعطيل.

في موازاة هذه الجبهة الخدمية، تتحرك عجلة الحوار الوطني الجنوبي بخطى واثقة. اللقاء الذي جمع القائم بأعمال رئيس المجلس الأستاذ علي الكثيري بفريق الحوار الوطني اليوم هو محطة تأكيد على أن الجنوب يصنع قراره انطلاقاً من مبادىء الميثاق الوطني الجنوبي. الحوار هو ممارسة تُترجم على الأرض، اسست لتحالف وطني جنوبي، يستند إلى الميثاق الوطني الجنوبي، الذي اتى من تراكم نضالي وتجربة طويلة في مواجهة مشاريع التمزيق، وحتماً الموقف يأتي من مبدا المصلحة الوطنية.

المجلس مد ذراعيه. حتى لـ أولئك الذين لديهم رؤى مختلفة لكن دون المساس بالثوابت الوطنية، وجدوا أبوابه مفتوحة، وكلماته جامعة. كما أن المجلس ليس حزباً، بل كيان يمثل طموح شعب بأكمله، يُدرك أن بناء دولة يتطلب لم الشمل والوقوف بحزم امام مشاريع التفتيت.

وفي الوقت الذي يراهن فيه البعض على استنساخ أساليب الماضي لعرقلة الحاضر، نذكرهم بأن الجنوب لا يُدار بالأهواء. ومن ظن أن بإمكانه تكرار نهج عفاش، عليه ان يعلم أن الجنوبيين تعلموا، ونضجوا، وأصبحوا يكتبون تاريخهم بأيديهم لا بأقلام المدفوعين بأجندة الخارج.

الإرادة الجنوبية هنا تُترجم في كل تحرك. من المهرة إلى باب المندب الجنوب يتقدم. بل وأكثر، حيث يمد المجلس دبلوماسيته إلى الخارج أيضاً. في الشرق كما في الغرب منها البعثة التي دُشنت في واشنطن مؤخراً.

وبينما تحاول الشرعية المنفلته استخدام معاناة الناس كسلاح، هناك من يقف بجانب الجنوب وشعبه ممثلاً بـ الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة عبر دعم سخي لقطاع الكهرباء تعبيراً عن مدى عمق الراوبط المصيرية والتاريخية بين الشعبين، كما أن البعد المجتمعي لا يغيب، حيث تواصل الأمانة العامة للمجلس تنظيم فعاليات وورش عمل، كان آخرها ورشة تمكين المرأة والشباب، والتعليم ما يؤكد أن المشروع الجنوبي يقوم على بناء مجتمع جنوبي متكامل، وواعي، ومتماسك.

في لحظة وطنية كهذه، لا يعود السؤال: أين الجنوب؟ بل يصبح: إلى أين سيصل الجنوب؟ والإجابة تكتبها الوقائع يوماً بعد يوم: الجنوب يصعد، وينضج، ويبني نفسه رغم كل الحصار التي تخادمت فيه قوى الظلام. لذلك ظل المجلس وسيظل تجسيد لعزيمة الشعب الجنوبي التي لا تنكسر، وإرادته الحرة حتى يتحقق الهدف: حرية الجنوب، استقلاله، وبناء دولته على كامل ترابه الوطني، من المهرة إلى باب المندب.

فيديو