روسيا والدول العربية والاسلامية علاقات متنامية وبدائل في عالم متعدد الاقطاب

السياسة - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص


التطورات الإقليمية والدولية من فلسطين الى روسيا والشرق الاوسط، تبرز ثلاث قضايا رئيسية تعكس نموذج لتحولات في سياسات الدول تجاه المنطقة العربية وآسيا الوسطى، حيث تتصاعد حدة المواقف بين رؤى متناقضة تتقاطع وتنفصل أحياناً.

موسكو من جانبها تشهد تحركات متسارعة على جبهتين متوازيتين. فمن جهة، أعلن وزير الصناعة والتجارة الأفغاني نور الدين عزيزي عن اتفاقية تاريخية تمنح روسيا حقوقاً شاملة للتنقيب عن النفط والغاز في أفغانستان، في صفقة تعكس عمق الشراكة المتنامية بين الطرفين. هذه الخطوة تأتي في سياق بحث روسيا عن شراكات اكثر استدامة. كما ان هناك انفتاح روسي متكامل، حيث وجه الرئيس فلاديمير بوتين دعوة رسمية للقادة العرب للمشاركة في القمة الروسية العربية الأولى في أكتوبر المقبل، في بداية واضحة لبناء علاقات بناءه مع الدول العربية. هذه الدعوة تهدف إلى إعادة رسم التحالفات الإقليمية، مع التركيز على مجالات الطاقة والأمن الغذائي والتكنولوجيا العسكرية لمواجهه التحديات الاقليمية.

حيث هناك برز تطور صادم، كشفت فيها تقارير عن دراسة امريكية لإعادة توطين مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا، مقابل إفراج عن مليارات الدولارات من الأصول الليبية المجمدة. هذه المبادرة التي ما زالت في مرحلة الدراسة، أثارت عاصفة من الانتقادات الدولية، حيث وصفتها منظمات حقوقية بأنها تهجير قسري يرقى لمستوى جرائم حرب.

الخطة تواجه معارضة عربية واسلامية ودولية واسعة، خاصة بعد رفض مصر السابق لمقترحات مماثلة بشأن سيناء. المحللون يرون في هذه الخطة محاولة لفرض حلول ديموغرافية أحادية الجانب، تتناقض جوهرياً مع مبدأ حل الدولتين الذي تتبناه الأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد عقدت قمة بغداد بتاريخ 17 مايو 2025 في أجواء مشحونة، حيث برزت الأزمة الفلسطينية على جدول الأعمال. وفيها أعلن قادة الدول المشاركة رفضهم القاطع لأي مخططات تهجير قسري للفلسطينيين، مع تأكيدهم على حل الدولتين وفقاً للحل الذي تبنته الأمم المتحدة.

أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا حماس لتسليم إدارة غزة، من اجل اعادة توحيد الشعب الفلسطيني. كما أعلنت العراق عن مساهمة بقيمة 20 مليون دولار لصندوق إعادة إعمار غزة، في خطوة رمزية تهدف إلى تعزيز التضامن العربي.

هذه التطورات المتلاحقة ترسم صورة مختلفة للمشهد الجيوسياسي: روسيا تسعى لملء الفراغ عبر شراكات اقتصادية مع أفغانستان ودبلوماسية نشطة مع الدول الإسلامية، في وقت تدفع الولايات المتحدة بمبادرات مريبة، لكنها اظهرت تماسكاً في الدفاع عن العدالة وحق الشعوب في العيش بكرامة على أرضهم الكنعانية.

المشهد الحالي وتعقيداته يتجه نحو تعميق التعاون مع دول العالم التي تتمسك بالمبادئ الاخلاقية والقيم الدولية الانسانية عبر شراكات اقتصادية وعسكرية تعزز المواقف الإنسانية الرافضة لأي حلول قسرية تفرض على الشعب الفلسطيني عبر الضغط نحو إحياء مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين.

فيديو