رجال الجنوب وحرائره مطالب شعبية بحقوق اساسية
تقارير - منذ 30 يوم
عين الجنوب | تقرير - خاص
احتجاجات ورفض شعبي، للتدهور الممنهج في الخدمات العامة، وعلى رأسها الكهرباء والمياه، وتدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية، ما فاقم معاناة المواطنين وأثقل كاهلهم في حالة من الإهمال والتجاهل لمطالب المواطن الجنوبي.
حشود جنوبية إلى ساحة العروض في خور مكسر في العاصمة عدن، في احتجاجات غاضبة، شارك فيها الرجال والنساء، للتعبير عن رفضهم لسياسة الإفقار والتجويع الممنهجة، التي باتت تستخدم كسلاح غير معلن لكسر ارادة الشعب الجنوبي وحصاره في ارضه.
الاحتجاجات، عبرت عن مطالب حقوقية وشعبية، تعيد التأكيد على الثبات الوطني وتمسك بحقوق مشروعة، ورفض تحويل الخدمات الأساسية إلى أدوات ابتزاز سياسي. كما أن حرائر الجنوب في الاحتجاجات، أعادت إلى الواجهة دور المرأة الجنوبيّة كمكوّن فاعل وشريك حقيقي في صناعة الوعي الجنوبي والتعبير عن الرفض الشعبي.
وفيه أصدرت المشاركات في وقفة نساء الجنوب بياناً سياسياً هاماً وجه إلى الفاعلين الاقليمين والدوليين، حمل رسائل واضحة حول حجم التدهور الحاصل، وحذر من العواقب الإنسانية لاستمرار التجاهل، وغياب الحلول الجذرية. أكدن فيه أن الوضع في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب لم يعد يحتمل مزيداً من الصمت، وأن غياب الشفافية والمساءلة بات جزءاً من المشكلة، لا مجرد عارض طارئ، مطالبن بضغط لاعادة تشغيل المؤسسات الجنوبية الحيوية الايرادية، بجانب فتح تحقيق اممي مستقل حول الفساد وسوء الإدارة في القطاعات الخدمية، كالكهرباء والمياة والصحة والتعليم.
في ظل كل ذلك، فإن التوصيف الدقيق لهذا الواقع لا يتطلب مبالغات إعلامية أو تهويلاً، فالمشهد في الجنوب يتحدث عن نفسه، ساعات طويلة من الظلام في صيف حار، قطاع صحي متدهور واوپئة ولا معالجات، وعدادات مياة متوقفه، فيما تصمت الجهات الحكومية وتغيب أي خطوات إصلاحية حقيقية.
إن هذه الأوضاع، ليست نتاج ظرف طبيعي، بل نتيجة تراكم ممنهج لعبث سياسي في مراكز الفساد، وفشل مستمر ومتعمد في إعادة تفعيل مؤسسات الدولة الخدمية. وما يزيد الطين بلة، هو غياب اي نوايا حكومية لوضع خطة اقتصادية واضحة المعالم لانتشال الوضع الحالي المتدهور.
رسالة الشارع الجنوبي اليوم لا تخلو من التحذير. فما يحصل ليس مجرد احتجاجات مطلبية بل إنذار مبكر لما يمكن أن يتطور إلى انتزاع للحقوق الجنوبية في حال ظلّت الحكومة اليمنية ومجلسها الرئاسي على هذا النهج من التجاهل والتقاعس. فالمواطن الجنوبي الذي صبر طويلاً، وراهن على حقه في العيش بكرامه على ارضه، لم يعد قادراً على تحمّل هذا الكم من الإذلال الاقتصادي والتلاعب الخدمي بمصيره.
وما من شك أن الحشود الشعبية اليوم تعيد طرح الأسئلة الكبرى على طاولة الفاعلين الإقليمين والدوليين، خاصة تلك المتعلقة بمصير الجنوب وموقعه المستحق في خارطة الحلول، وجدّية التزامات الدول الراعية للعملية السياسية في إحداث تغيير ملموس في حياة الناس، وليس فقط في مخرجات البيانات والمؤتمرات.
إن سياسة استهداف الجنوبييين في قوتهم ومعيشتهم، لا تختلف في خطورتها عن وسائل العنف والارهاب الأخرى، بل ربما تتجاوزها في آثارها. فليس هنالك ما هو أشد فتكاً من شعور الإنسان أنه مستهدف في كرامته وحياته اليومية. من هنا، فإن تكرار استخدام هذه الأساليب لن يؤدي الا إلى تمسك أشد بالثوابت الوطنية المتمثلة في حق الشعب الجنوبي في دولته المستقلة، اكدها ذلك الحشد النسوي من قبل حرائر الجنوب في العاصمة عدن ومختلف محافظات الجنوب.
إن هذا الاحتجاجات تعيد توجيه البوصلة إلى حيث يجب أن تكون، إلى صوت الشعب الجنوبي وحرائره الذي نزل إلى الميدان ليقول كلمته الثابته مطالباً بحقوقه الخدمية الأساسية، متمسكاً بثوابت وطنية قُدمت التضحيات الجسمية لاجلها معلناً أن الكرامة لا تؤجل، وأن دولة الجنوب التي يسعى لاستعادتها كل جنوبي لن تُبنى على ادوات منظومة صنعاء الإحتلالية، بل على أساس دولة جنوبية تضمن الحق الكامل في الحياة والخدمة والحرية والسيادة.