ماريا زاخاروفا لا سلام مع استمرار تدفق السلاح الى اوكرانيا

تقارير - منذ 4 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص


موقف روسي ثابت تتضح معالمه من خلال تصريحات كبار المسؤولين، والتي عكست تمسك موسكو برؤيتها لأسباب النزاع وطريقة حله، وسط انتقادات حادة للعقوبات الغربية والدور الأوروبي في تأجيج الصراع.


المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عبّرت عن موقف واضح من محاولات الغرب احتواء روسيا عبر العقوبات والدعم العسكري لكييف، معتبرة أن من يسعى فعلاً للسلام لا يمكنه في الوقت ذاته تغذية النزاع عبر ضخ الأسلحة في منطقة ملتهبة. ووصفت زاخاروفا العقوبات المفروضة على روسيا بالفاشلة، مؤكدة أنها أصبحت محل سخرية حتى من بعض الدول التي فرضتها، في إشارة إلى التصدعات التي بدأت تظهر في الإجماع الغربي. كما أشارت إلى أن جزءاً كبيراً من المساعدات الغربية المرسلة إلى أوكرانيا يُسرق، ما يثير الشكوك حول شفافية هذه الإمدادات ومآلاتها.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من جانبه، شدد على أن أي مفاوضات جدية بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا لا يمكن أن تنجح ما لم تتم معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى اندلاعه، وهو ما يُعد رسالة ضمنية إلى الغرب بعدم تجاهل المطالب الأمنية الروسية. خلال لقائه مع نظيره التركي ووسط اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، ناقش الجانبان عدداً من الملفات أبرزها مستقبل المفاوضات بين موسكو وكييف، وأمن الملاحة في البحر الأسود، إضافة إلى أمن مشروع "السيل التركي"، الذي يواجه تهديدات متزايدة بفعل الضربات الأوكرانية.

الرئيس بوتين أكد بدوره التزام روسيا بالمضي قدماً في مشاريعها المشتركة مع أنقرة، رغم محاولات بعض الأطراف تعطيلها. كما أثنى لافروف على دور تركيا في دعم تنظيم مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف، في ظل ما وصفه بمحاولات بروكسل المتكررة لعرقلة جهود التسوية.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أوضح لافروف أن استئناف الحوار بشأن الاستقرار الاستراتيجي لا يمكن أن يتم دون تطبيع العلاقات وإرساء أسس متينة له، مؤكداً أن تبادل المعتقلين بين البلدين ما زال قيد التنسيق. كما نفى وجود أي نية لتغيير رئيس الوفد الروسي في المفاوضات، في إشارة إلى رفض موسكو للضغوط الأمريكية بهذا الخصوص.

من جانب آخر، تناول لافروف أيضاً دور إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً إن ترامب لا يخفي استياءه من بعض المسؤولين الأوروبيين الذين يعرقلون الجهود لتسوية الأزمة، في ظل تصاعد الخوف الأوروبي من احتمال تراجع ترامب، عن دعمهم. وأشار إلى أن ما يُعرف بـ"الصقور" الأوروبيين باتوا يدركون محدودية قدراتهم على مواصلة الحرب دون الدعم الأمريكي المباشر.

وفيما يخص الموقف الألماني، لمح لافروف إلى أن برلين قد تكون اتخذت قراراً سرياً بالسماح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات طويلة المدى داخل الأراضي الروسية، ما من شأنه أن يوسع نطاق الحرب ويزيد من تعقيداتها. كذلك، رد بشدة على تصريح وزير الخارجية الفرنسي حول عدم وجود عسكريين فرنسيين في أوكرانيا، متهماً باريس بالمشاركة الفعلية في الحرب.

وأخيراً، أعلن لافروف عن دعوة رسمية وُجهت لوزير الخارجية السوري لزيارة موسكو، ما يشير إلى استمرار روسيا في تعزيز حضورها السياسي في منطقة الشرق الأوسط، بالتوازي مع انخراطها العميق في الملف الأوكراني.

فيديو