ميليشيا الحوثي مشروع تدمير ممنهج وخراب

تقارير - منذ 3 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص

منذ فرض ميليشيا الحوثي سطوتها على صنعاء في 2014، دخلت المنطقة في نفق مظلم من الصراعات والحروب والدمار، دفعت ثمنه البنية التحتية، والنسيج الاجتماعي، والمواطن البسيط في القرى والمدن على حد سواء. فالجماعة التي جاءت بشعارات (المسيرة القرآنية) سرعان ما كشفت عن وجهها الحقيقي كمشروع عنف مذهبي شمولي، لا يؤمن بالدولة، ولا يعيش إلا على أدوات الحرب والخراب.

مارست الميليشيا، خلال سنوات سيطرتها على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من الشمال، سياسات قمعية تقوم على عسكرة الحياة اليومية، وتحويل التعليم والإعلام والموارد العامة إلى أدوات تعبئة طائفية تخدم مشروعها الخاص. وقد وثّقت منظمات دولية أن ميليشيا الحوثيين زرعوا آلاف الألغام بشكل عشوائي، حتى في المناطق السكنية والزراعية، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير البيئة الزراعية التي يعتمد عليها السكان.

لم تقتصر الكارثة على الأرض، فقد أطلقت الجماعة مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع على مناطق مدنية داخل اليمن وخارجه. ووفقاً لتقارير اممية أفادت أن الحوثيين استخدموا شبكة تهريب معقدة، تضم وسطاء دوليين، للحصول على تقنيات عسكرية، رغم الحظر الدولي على الأسلحة.

في الداخل، يعيش المواطن في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي تحت رحمة اقتصاد حرب تفرضه الجماعة. تُجنى الضرائب والجبايات لصالح مجهودها الحربي، بينما تُنهب موارد الدولة وتُستغل المساعدات الإنسانية لتثبيت الولاءات. ووفقاً لتحليل مفصل، أنشأ الحوثيون اقتصاداً موازياً يعتمد على السوق السوداء والفساد المالي، بما في ذلك الاتجار بالمشتقات النفطية المغشوشة والمساعدات الغذائية.

كما أشار مركز صنعاء للدراسات إلى أن الجماعة تُمارس نوعاً من الإذلال الممنهج للمواطنين، عبر التدخل في كل مناحي الحياة اليومية، وتحويل المدارس إلى مراكز تجنيد، واستخدام الإعلام لنشر أفكارها العقائدية المتطرفة، مما يشكل خطراً على الأجيال القادمة.

وعلى مستوى الخطاب السياسي، لا تمتلك الجماعة مشروع دولة متماسك، بل تتبنى خطاباً مملوءاً بالتناقضات، في الوقت الذي تُمارس فيه التمييز، والقمع والتصفيات، وتفكيك مؤسسات الدولة. تستعرض بزعم عسكري تقوده الميليشا الحوثية مما يؤكد أنها لا تعرف من الحكم سوى الاستعراضات، ولا من الحرب سوى عبثية الصواريخ الوهمية والبيانات السريعة.

إن كل بيت يمني فقد فيه أحد أحبائه، وكل قرية اجتاحها الموت باسم المسيرة القرآنية، وكل أمّ لا تعرف مصير ابنها الذي جندته الميليشيا قسرياً أو سُجن بسبب رأيه، تُدرك اليوم أن الحوثي ليس مشروع دولة، بل لعنة على حاضر اليمن ومستقبله.

لن تُنسى الجرائم التي ارتكبتها الميليشيا، سواء تلك الموثقة، أو تلك المحفورة في وجدان اليمنيين. الذاكرة للشعب اليمني تحتفظ بلعنات الحرب والمقابر الجماعية، وتعرف أن مشروع الميليشيا ليس دولة بل دمار يشكل تهديداً وجودياً للاستقرار الإقليمي والعالمي.

فيديو