سياق الحملة الإعلامية ضد العميد جلال الربيعي ودور القيادات الجنوبية في تعزيز الاستقرار، وصون المكتسبات الوطنية.

تقارير - منذ 14 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص.

شهدت العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب خلال السنوات الماضية حالة من التحديات الأمنية والسياسية التي أثرت على الامن والاستقرار، في ظل محاولات متواصلة لزعزعة أمن الجنوب وتشويه رموزه القيادية. في هذا الإطار، برز تصريح العميد جلال الربيعي، قائد قوات الحزام الأمني في العاصمة عدن، الذي انتقد فيه بوضوح الشرعية وأكد أن مناطق مثل تعز (التربة)، الواقعة تحت سيطرة الشرعية، باتت منطلقاً للعمليات الإرهابية التي استهدفت محافظات جنوبية عدة. كما شدد على أن القوات الجنوبية تعمل بدعم وتوجيه من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية، هذه القوات أثبتت فاعليتها في تعزيز تماسك المؤسسة العسكرية الجنوبية وقدرتها على فرض الاستقرار، بينما تخلت الشرعية عن مسؤولياتها تجاه الجنوب، بل اصبحت أداة تعمل ضد الجنوب، وأمنه واستقراره.

هذا التصريح لم يكن مستغرباً في سياق الأزمات والتحديات التي تواجه الجنوب، لكنه قوبل بحملة إعلامية كبيرة هدفت إلى تشويه شخصية العميد جلال الربيعي والتشكيك في دوره ومصداقيته. وقد أظهرت هذه الحملة بوضوح أن هناك قوى تسعى بشكل ممنهج للتقليل من شأن القيادات الجنوبية التي تُعتبر صمام أمان للجنوب، وهو نمط متكرر من الحملات الإعلامية التي تسعى للتأثير على الرأي العام الجنوبي وزعزعة ثقته بقياداته.

الواقع الأمني والسياسي للجنوب يتطلب وجود قيادة متماسكة وواضحة ذات ولاء وطني وسياسي جنوبي، وهو ما تجلى من خلال الدور الإيجابي للعميد جلال الربيعي منذ توليه مهامه في الحزام الأمني. فقد تمكن من تفعيل شبكة أمنية متماسكة عملت على محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، ونجحت في تأمين العاصمة عدن بشكل كبير، ولمن يسأل، المقارنة بين وضع العاصمة عدن قبل 5 سنوات والآن تعتبر اجابة شافية.

لذا من الطبيعي، وفقاً للسياق الجنوبي التاريخي والسياسي، أن تشهد قياداته حالة من الولاء للقيادة الداعمة لهذه النجاحات، والاحتضان الشعبي، خاصة عندما يثبت القادة الميدانيون فاعليتهم في توفير الأمن وحماية المواطن الجنوبي. فالجنوب، بعد سنوات من الصراعات والحروب، يرى في هذه القيادات العسكرية والسياسية ضماناً لاستقرار مجتمعه ومنع تسلل الإرهاب، ولذلك فإن أي حملة إعلامية تهدف لتشويه هذه القيادات تُواجه برفض شعبي واسع، لماذا؟، ببساطة لأن المؤسسة العسكرية وقادتها هم مكتسب وطني جنوبي، أثبت نفسه على الأرض.

إن ما حدث تجاه العميد جلال الربيعي يُعد مثالاً على الفرق بين النقد الوطني الذي يصب في مصلحة الجنوب، والنقد الممنهج للتشويه والذي يمثل النسبة الاعلى، ويخدم أجندات خارجية أو مراكز قوى طامعه بالجنوب، تسعى الى عرقلة بناء مؤسساته. النقد البناء يهدف إلى تصحيح الأخطاء وتعزيز الشفافية, وبناء المؤسسات الجنوبية على اسس سليمة، بينما الحملات الإعلامية الموجهة ضد القيادات الجنوبية تسعى لهدم مكتسبات الجنوب الأمنية والسياسية.

من المهم الإشارة إلى أن الحملات الإعلامية الممنهجة ضد القيادات الجنوبية، ومن ضمنها العميد جلال الربيعي، تتكرر كلما نجحت هذه القيادات في تعزيز دورها الميداني النابع من تمسكها بالثوابت الوطنية وولاءها السياسي للقيادة الجنوبية، تتكثف هذه الحملات كلما اعادت القيادات الجنوبية تأكيد موقفها الجنوبي الثابت والراسخ تجاه تطلعات الشعب الجنوبي الحر.

وفي ظل هذا الواقع، يمكن القول إن الدور الإيجابي الذي يلعبه العميد جلال الربيعي في العاصمة عدن يتلخص في عدة نقاط رئيسية: اولها تعزيز الامن والاستقرار من خلال قوات الحزام الأمني التي نجحت في كبح جماح الإرهاب وضبط العصابات المسلحة، وأصبحت نموذجاً يُحتذى به في بقية محافظات الجنوب، حيث كانت الأولوية دائماً الحفاظ على السلم، والأمن، والاستقرار وتوفير أجواء من الطمأنينة، وهو ما عزز الثقة الشعبية في هذه القوات. هذه الجهود الامنية تأتي بـ التنسيق مع قيادة الجنوب السياسية مثلها الدعم المباشر والتوجيه من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، الذي ساهم في توفير الغطاء السياسي والعسكري اللازم لتحقيق النجاحات الأمنية، فالمؤسسة العسكرية هي عماد بناء الدول، ودرعها الحصين، خاصة في ظل واقع معقد، برزت فيه اطراف عدة تسعى الى ضرب هذه المنجزات.

في المحصلة، إن ما يحدث في الجنوب من حملات تشويه ضد القادة الميدانيين، ومنهم العميد جلال الربيعي، يمثل محاولة يائسة للنيل من الإرادة الشعبية الجنوبية التي ترى في قواتها وقياداتها حصناً منيعاً لحماية مكتسباتها. ومن الطبيعي أن يتمسك الشعب الجنوبي بالدفاع عن رموزه في مواجهة هذه الحملات، خاصة عندما تكون هذه الرموز قد أثبتت إخلاصها للثوابت الوطنية الجنوبية، وولاءها الصادق للمسار والعهد الذي قطعته القيادة السياسية امام شعبها الجنوبي.

ومع ذلك يجب ان يعي كل مواطن جنوبي، أن الحملات الاعلامية التي تستهدف شخصيات وقيادات جنوبية هي بالأساس مدفوعة، وممنهجه، هدفها التاثير النفسي على الافراد من اجل زعزعة الثقة، والمتابع سيلحظ الكمية الهائلة من حملات التشويه، منها ما يستهدف أشخاص محددين أو المجلس الانتقالي كحامل وأحياناً الشعب الجنوبي بأكمله. حقيقة الاعلام سلاح العصر و أداة تاثير فاعلة ان لم يتم تعزيز الوعي الجمعي للجنوبيين، ولذلك يبقى المسار الاولى هو مواصلة العمل على تعزيز الاستقرار وتطوير المؤسسات الأمنية والعسكرية الجنوبية والمؤسسات السيادية الأخرى، وهو ما يتطلب أيضاً تعزيز تماسك الصف الجنوبي ورفض محاولات التشويه والضغط التي تستهدف مشروعة الوطني العادل والمتمثل في استعادة وبناء الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني المعترف به دولياً، قبل عام 90 من المهرة الى باب المندب.

فيديو