الوعي السياسي الجنوبي ثبات على المبادىء، وتماسك صلب

تقارير - منذ 5 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص

شهدت الفترة الأخيرة في الجنوب تطور كبير في الوعي الشعبي، وهو ما تجلّى بوضوح في عزيمة الحاضنة الشعبية الجنوبية التي أثبتت قوتها وتماسكها في مواجهة مختلف التحديات السياسية والامنية. هذا الوعي الجنوبي هو تعبير عن انتماء وطني تاريخي، حيث بات يمثل وعياً راسخاً بحق الشعب الجنوبي وتطلعاته نحو استعادة وطنه وبناء دولته المستقلة.


لقد تشكّل هذا الوعي بفعل تجارب ومآسي الماضي وتحديات الحاضر، من الاحتلال اليمني في 1994 وما تلاها من معاناة، وصولاً إلى تدخلات قوى خارجية سعت إلى تقويض ارادة شعب الجنوب. ورغم هذه الظروف، حافظت الحاضنة الشعبية الجنوبية على تماسكها الداخلي، ورفضت أي محاولات لإضعاف نسيجها الاجتماعي والسياسي، خاصة من تلك الجهات التي باتت تستغل الاعلام لاستهداف الشعب الجنوبي، تارة او مشروعه وقيادته تاره اخرى.

أحد أبرز مظاهر هذا الوعي الجنوبي هو الالتفاف الراسخ حول المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أثبت قدرته على تمثيل الجنوب في المحافل الاقليمية والدولية. المجلس الانتقالي راسخ في ارادة شعبه، ومستنداً إلى ثوابت وطنية واضحة تعبّر عن الإرادة الشعبية الجنوبية من المهرة الى باب المندب، رغم حملات الاستهداف، التي كلما زادت كلما زاد تماسك الشعب الجنوبي، فالحق بين والباطل بين..

اللافت في عمل المجلس الانتقالي أنه سعى إلى الجمع بين المرونة السياسية والمبادئ الثابتة. فقد تعامل المجلس بمرونة مع المتغيرات، ونجح في بناء شبكة علاقات مهمة، عززت من حضوره كطرف وشريك فاعل لا يمكن تجاهله على الاطلاق، ومهما كابروا او تجاهلوا الواقع الجنوبي، لا بد وأن يكون هناك يوم جنوبياً ترفع فيه الرايات فخراً بالنضال والصمود الجنوبي.

في المقابل الأمن الجنوبي، بدوره، وصل إلى مستويات متقدّمة، نتيجة جهود قوات الأمن الجنوبية التي أعادت الاعتبار لمؤسسات الدولة الجنوبية، لقد شهد الجنوب في السنوات الأخيرة استقراراً مشهود له، عكس حجم الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية الجنوبية، والتضحيات التي قدمت لتحقيق ذلك. هذه القوات أثبتت كفاءتها العالية في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وحفظ السكينة وتثبيت الامن، كما وجب الاشارة الى ان الاحهزة الامنية والعسكرية وقيادتها هي نتاج مشروع وطني يعكس إرادة شعب الجنوب، وقدرتها على حماية هذا المشروع من أي تهديد داخلي مدفوع أو خارجي. ولا بد من التعامل مع اي تحدي امني بحزم،  لكن مع الحرص على بناء علاقة احترام وتعاون مع المجتمع الجنوبي، فالمواطن مكمل لجهود الامن، ويعتبر أيضاً رجل امن لا غنى عنه في هذه الجهود. والجميع بكل تاكيد مسؤولون عن بناء هذا المشهد المتكامل. فالتحديات ما تزال قائمة. وهناك أطراف عديدة، يمنية وخارجية، تحاول استغلال الأوضاع الاقتصادية والسياسية لإضعاف إرادة الشعب الجنوبي أو استمالة بعض الشرائح لخلق انقسامات داخلية. لكن الوعي الشعبي الجنوبي أثبت مراراً أنه أقوى من أي محاولات التفكيك أو إثارة الفوضى. فالجنوب من اقصاه الى اقصاه شعباً وقيادة، يدرك أن تماسك الصف، والتكاتف خلف المشروع الوطني الذي رسمته دماء الشهداء، هو السبيل الوحيد للحفاظ على المكاسب، وتحقيق الهدف الراسخ المتمثل في استعادة دولة الجنوب المستقلة.

ومع كل هذه المؤشرات، يمكن التاكيد على إن الحاضنة الشعبية الجنوبية الواعية، والقيادة السياسية الثابته هي مشروع وطني متكامل يعكس إرادة شعب يرفض الظلم او الحلول المنقوصة والملتوية، هذه الارادة الشعبية الجنوبية القوية، إلى جانب السياسة الوطنية للمجلس الانتقالي، تشكّل معاً مشروعاً وطنياً صلباً يصعب كسره. ومهما برزت التحديات، فإن الجنوب يثبت كل يوم أنه رقم صعب في المعادلة الدولية وأن مشروعه الوطني يسير بخطى واثقة، راسخة، حتى تحقيق الهدف الشعبي في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، كحق لا يسقط بالتقادم.

فيديو