ابو عهد الشعيبي: يكتب في فاجعه إغتيال اللواء عبدالله الجفري، ويوجه نداء الى ابناء الجنوب

مقالات - منذ 5 أيام

عين الجنوب | متابعات

من المناسب أن نتوقف اليوم أمام فاجعة إغتيال اللواء عبدالله الجفري، الذي دفع حياته ثمناً غالياً لثقافة جُبل عليها ولكنه مارسها في مكان وزمان لا يتقبلانها ، لقد كان الجفري رحمه الله واحداً من أبناء الجنوب الذين انخرطوا في صفوف الحركة الحوثية بعد أن سيطرت على صنعاء نهاية العام ٢٠١٤م ، مقدماً الولاء والتضحية دفاعاً عن قناعات ارتآها من منظور عاطفي لا صله له بفكر ومنهج الحركة الخوثية التي لا تؤمن إلا بالعنف لفرض كل ما تريد على الناس، لكن وفاءه لم يكن كافياً في ميزان من لا يقبلون إلا الطاعة العمياء والصمت المطبق ..

لقد حمل اللواء الجفري في داخله جينات الجنوب الأبية، ثقافة النقد والمكاشفة التي لا تساوم على الحق، حتى وإن تعارضت مع مصالح وأجندات، هذه الشجاعة التي هي جزء لا يتجزأ من هويتنا الجنوبية كانت نقطة الخلاف التي أدت إلى نهايته المأساوية، فبينما كان يصدح بالحق ويُعري الأخطاء، كانت عيون القتله تترصد، وأياد الغدر تخطط، لتُطفئ شمعة من شمعات الجنوب التي آمنت بحقها في التعبير مع حفظ ثبات ولاءها لمن اعتقدت بإنه يتمثل بشي من قناعاتها ..

إن الطريقة البشعة التي اغتيل بها اللواء الجفري بعد أشهر من التعذيب الوحشي لهي وصمة عار في جبين الإنسانية، ودليل دامغ على وحشية من يدّعون زيفاً بالقرآن وتعاليمه وهم أبعد ما يكونون عنها. إن رمي جسده الطاهر في ثلاجة مستشفى، بعد كل ما قدمه، ليس إلا رسالة لكل من يظن أن له حظوة أو حصانة عند هؤلاء ..

نداء إلى كل جنوبي ضل الطريق:

يا أبناء الجنوب، يا من لا زلتم تهاجمون أهلكم ووطنكم ليل نهار دفاعاً عن أجندات لا تعرف لكم إلا الاستغلال والزج بكم في أتون صراعات لا ناقة لكم فيها ولا جمل! ألا يكفيكم ما حدث؟ 
ألا تتعظون مما حل برفاقكم؟ 
ألا تعيدون النظر في حساباتكم وأنتم ترون تصفية الواحد تلو الآخر من زملائكم وآخرهم اللواء الجفري؟

لقد آن الأوان لتعودوا إلى رشدكم، لتُلقوا سلاح العداوة الذي وجهتموه نحو صدور إخوانكم في الجنوب ، ولتُدفنوا أحقاد الماضي ، فالوطن ليس فندقاً نغادره متى شئنا ونعود إليه متى أردنا، الوطن هو الأم الحنون التي تفتح ذراعيها للجميع دون استثناء بشرط أن يأتوا إليها بقلوب عامرة بالوفاء والولاء، لا لأي أجندة خارجية ..

لقد آن الأوان أن نتوحد ونبني معاً مستقبلاً لأجيالنا، بدلاً من أن نظل أسرى لأجندات أعداء لا يهمهم سوى دمارنا وتشتتنا.
فهل أنتم مستعدون للعودة إلى أحضان الوطن ونبذ كل ما يفرقنا، لنتحد صفاً واحداً في وجه كل من يتربص بنا؟

فيديو