الجالية الجنوبية تنظم أول فعالية وطنية في العاصمة الأمريكية لتعزيز صوت الجنوب دولياً

العالم بعيون جنوبية - منذ 5 ساعات

واشنطن | عين الجنوب | خاص .

تتهيأ العاصمة الأمريكية واشنطن لاحتضان فعالية وطنية غير مسبوقة للجاليات الجنوبية المقيمة في الولايات المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها على مستوى الحضور السياسي والمدني المنظم الذي تمثّله هذه الفعالية، والتي تستهدف صلب دوائر القرار الأمريكية، من الكونغرس إلى الخارجية، مرورًا باللجان المتخصصة بالشؤون الإنسانية والحقوقية.

يأتي هذا الحراك في إطار برنامج مناصرة منظم ومحكم، يحمل بين طياته نداءات واضحة للمجتمع الدولي بضرورة إنهاء الحرب، ومواجهة الإرهاب، والاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، وفق مشروع فيدرالي يحاكي تطلعاته المشروعة في السلام والسيادة والعدالة.

توقيت محسوب ورسائل مدروسة

في ظل تحولات إقليمية ودولية معقدة، تتجه الجاليات الجنوبية من مختلف الولايات الأمريكية نحو العاصمة واشنطن في حراك منظم ومدروس، يحمل في طياته تطلعات شعب يناضل من أجل الحرية والسيادة، هذا التجمّع الوطني، الذي يجمع أبناء الجنوب، يمثل تحولًا نوعيا في مسار قضية شعب الجنوب، حيث ينتقل الصوت الجنوبي من ميادين النضال المحلي إلى قلب دوائر التأثير في السياسة الدولية، مؤكداً أن قضية شعب الجنوب لم تعد حبيسة الجغرافيا، بل باتت حاضرة على طاولة صناع القرار في العالم.


البرنامج التفصيلي: خطوات مدروسة نحو التأثير

ينقسم البرنامج إلى أربعة أيام، تحمل كل محطة فيها دلالة سياسية وتعبوية بالغة الأهمية:

اليوم الأول (15 يونيو): وصول الوفود من مختلف الولايات، تمهيدًا لانطلاق برنامج المناصرة، واستكمال الترتيبات اللوجستية والتعبوية.

اليوم الثاني (16 يونيو): يخصص للتدريب والمحاكاة، وهو أحد أركان نجاح التحركات المدنية في الولايات المتحدة. يشمل هذا اليوم ورشا حول فهم العمل التشريعي، وإجراء محاكاة للقاءات الرسمية (Mock Meetings)، ما يعكس حرص المنظمين على المهنية العالية والانضباط المؤسسي في إدارة الخطاب الجنوبي داخل دوائر القرار.

اليوم الثالث والرابع (17 و18 يونيو): وهما ذروة البرنامج، حيث يعقد المشاركون لقاءات مباشرة مع أعضاء الكونغرس، مجلس الشيوخ، ودوائر وزارة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى لجان تعنى بالشؤون الخارجية وحقوق الإنسان. إنها رسالة صريحة إلى مراكز صنع القرار مفادها أن الجنوب له صوت، وله قضية، وله شعب لا يقبل التهميش أو النسيان.


قضية شعب الجنوب: من العزلة إلى المنصة الدولية

يحمل الوفد في جعبته ملفات إنسانية وأمنية وسياسية، أبرزها مواجهة تهديد ميليشيا الحوثي الإرهابية، وتعزيز الأمن، وذلك من خلال التأكيد على أن الجنوب يواجه تهديدًا وجوديًا من جماعة الحوثي المدعومة من إيران. 
وكما يتضمن البرنامج الدفاع عن المشروع الجنوبي في بناء دولة اتحادية حديثة، تقوم على قيم الشراكة، وحكم القانون، واحترام التنوع.

مواجهة الإرهاب وضمانات السلام

في قلب الرسائل التي سينقلها الوفد الجنوبي، تبرز قضية مكافحة الإرهاب كأولوية مشتركة بين شعب الجنوب والمجتمع الدولي. فبينما تبذل القوات المسلحة الجنوبية جهودًا ميدانية مضنية في مواجهة التنظيمات المتطرفة، فإن هذه الجهود تستدعي دعماً سياسياً ودبلوماسيًا من الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

ختام: الجنوب يكتب رسالته الجديدة

لم تعد قضية شعب الجنوب حبيسة الجغرافيا أو رهينة الصراعات، عبر بوابة واشنطن، يتحرك الجنوب هذه المرة بصوت الجاليات، بلغة الدبلوماسية المدنية، وبثقة المستند إلى شرعية الإرادة الشعبية. إنها محاولة جريئة لإعادة صياغة العلاقة مع المجتمع الدولي على أساس من المصالح المشتركة، والاعتراف المتبادل، والتطلعات العادلة.

هذا الحراك الجنوبي في واشنطن، هو أكثر من فعالية؛ إنه إعلان دبلوماسي متقدم بأن الجنوب حاضر، منظم، وماضٍ بثبات نحو استعادة دولته، بكفاءة ناعمة تُجيد التحدث بلغة السياسة الأمريكية دون أن تتنازل عن ثوابتها الوطنية.

فيديو