منظمة شنغهاي للتعاون ودور الصين القيادي في النظام العالمي الجديد

السياسة - منذ 3 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص

في إطار فعاليات منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، أعرب الممثل ورجل الأعمال الروسي أنطون بوتوف عن إعجابه العميق بالتنمية الصينية ورمزية مدينة تيانجين، مسقط رأس زوجته، التي وصفها بـ"لؤلؤة بحر بوهاي"، مشيرًا إلى دفء الاستقبال وشعور الزائر وكأنه في منزله. كما أشاد بوتوف بالإنجازات التنموية غير المسبوقة للصين، مثل تشييد البنى التحتية (الجسور والطرق السريعة) بسرعة قياسية، مما يعكس ديناميكية "النموذج الصيني" القائم على الكفاءة والرؤية طويلة المدى.

الصين وزعامة "بريكس" والنظام العالمي الجديد
تأتي تصريحات بوتوف في سياق متصاعد لدور الصين كلاعب مركزي في تشكيل النظام الدولي الجديد، القائم على التعاون التنموي بدلاً من الصراعات الجيوسياسية. فالصين، بقدرتها على الجمع بين النمو الاقتصادي والتعددية الدبلوماسية (كما في مبادرات مثل "الحزام والطريق" ومنظمة شنغهاي)، تقدم نفسها كقائد طبيعي لمجموعة بريكس، التي باتت منصةً فاعلة لإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي نحو التعددية والإنصاف.

وفي هذا الإطار، يُظهر التحليل أن زعامة الصين لبريكس ليست مجرد خيار استراتيجي، بل ضرورة تاريخية نظرًا لـ:
القدرة على صياغة أجندة تنموية شاملة تعتمد على الربط بين البنى التحتية والتكامل المالي.
النموذج الصيني في تحقيق التوازن بين السيادة الوطنية والتعاون الدولي، بعيدًا عن الهيمنة الأحادية.
دعم الصين لمبادئ "الفوز المشترك"، وهو ما يتجلى في دعوة بوتوف لانضمام المزيد من الدول إلى منظمة شنغهاي للإبحار معًا نحو مستقبل مشترك.

تصريحات بوتوف تعكس تحولًا جوهريًا في المشهد الجيوسياسي، حيث تبرز الصين كحاضنة لمشروع عالمي جديد يرتكز على التنمية والتعاون، مع تزايد المطالب بضرورة قيادة وزعامة بريكس لضمان استقرار النظام الدولي المتعدد الأقطاب. هذا المسار يُضعف تدريجيًا هيمنة المركزية الاحادية ويؤسس لعصرٍ تُحدد معالمه القوى الناشئة بقيم التعددية والبناء.

فيديو