الإعلام الخارجي أصبح سلاح الإخوان الأخير... خبراء يكشفون بعض أدواتهم

السياسة - منذ 1 شهر

عين الجنوب | متابعات .
مع استمرار الحكومة المصرية في تنفيذ مشاريع تنموية واسعة النطاق وتحقيق قدر ملحوظ من الاستقرار السياسي والأمني، تواجه الدولة تحديات من نوع آخر مصدرها جماعة الإخوان المسلمين التي تنشط إعلاميًا خارج الحدود.

وبحسب محللين في شؤون الحركات الإسلامية، فإنّ الجماعة، التي تم تصنيفها تنظيمًا إرهابيًا في مصر منذ عام 2013، لم تعد تمتلك أدوات التأثير السياسي التقليدي داخل البلاد، لكنّها تسعى اليوم إلى تعويض هذا الغياب من خلال خطاب خارجي يستهدف صورة الدولة، وفق صحيفة (اليوم السابع).

يقول الباحث المتخصص في الحركات المتطرفة إبراهيم ربيع: إنّ الجماعة تستثمر في ما يُعرف بـ "الحملات الموجهة"، مستفيدة من منصات إعلامية دولية ومصادر تمويل متعددة، لتضخيم الانتقادات وإبراز صور سلبية عن الأوضاع المعيشية والمؤسسات الرسمية في مصر.

ويوضح ربيع: "الهدف ليس المعارضة بحد ذاتها، بل خلق حالة نفسية مستمرة من القلق العام والتشكيك في مسار الدولة"، مشيرًا إلى أنّ الجماعة تعتمد على أسلوب التجزئة، أي مخاطبة شرائح محددة برسائل مصممة خصيصًا لها، خصوصًا فئة الشباب.

من جهته، يرى الخبير في الجماعات الإسلامية طارق البشبيشي أنّ الإخوان بعد فشلهم في إعادة التمركز سياسيًا، باتوا يعتمدون على وسائل الضغط غير المباشر، ومنها الإعلام الخارجي. ويضيف: "الخطاب لم يعد يدور حول بدائل سياسية أو برامج، بل يتمحور حول نزع الشرعية الرمزية عن الدولة المصرية".

هشام النجار، باحث آخر في شؤون الجماعات المتطرفة، يقول: إنّ التنظيم بات أقرب إلى "جهاز دعاية رقمي" يضخ سرديات بديلة عن الواقع، تستند غالبًا إلى مقاطع مجتزأة وتقارير غير موثقة، مع التركيز على توقيتات هادئة نسبيًا في الداخل لإحداث أثر مضاعف.

"الجماعة تنقل معركتها إلى الفضاء المعنوي والنفسي، وتسعى لتقويض الثقة بين المواطن والدولة من خلال سرديات موازية تتعمد طمس الإنجازات وتضخيم أيّ تعثرات"، وفقًا للنجار، الذي شدد على أهمية بناء رواية إعلامية وطنية مضادة تعتمد على الشفافية والاحتراف.

في ظل المشهد الراهن، تبقى المعركة الأساسية ـ كما يراها المراقبون ـ ليست فقط أمنية أو سياسية، بل تتعلق أيضًا بقدرة الدولة المصرية على إدارة الوعي العام.

فيديو