صعود الجنوب العالمي – وكالة شينخوا تصدر تقريراً متعدد اللغات

تقارير - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | تقرير - خاص


في مشهد يعكس التحولات الجيوسياسية العميقة التي يشهدها العالم، أصدرت وكالة أنباء ((شينخوا)) تقريرها متعدد اللغات بعنوان "صعود الجنوب العالمي" خلال منتدى بريكس لوسائل الإعلام ومراكز البحوث في ريو دي جانيرو (17 يوليو 2025). التقرير، الذي نُشر بالصينية والإنجليزية والإسبانية، ليس مجرد سرد إخباري، بل هو رحلة توثيقية تمتد لعام كامل، تلتقط فيها عدسة ((شينخوا)) نبض الصحوة الجماعية لدول الجنوب، من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، مروراً بالشرق الأوسط وآسيا-المحيط الهادئ.  

يستعيد التقرير في أحد فصوله الأكثر تأثيراً "نداء باندونغ يتردد صداه بعد 70 عاماً، حيث يسلط الضوء على إرث مؤتمر باندونغ (1955) الذي مثل لحظة تأسيسية لوحدة دول الجنوب ضد الاستعمار. ويروي كيف أن "روح باندونغ" – التي تجسد التضامن والاستقلال والتعاون – ما زالت حيةً اليوم، بل أصبحت مرشداً للجنوب العالمي في مواجهة نظام دولي غير متكافئ. كما لاحظ ويرون فيتشايونغفاكدي، مدير مركز أبحاث آسيا-الباسيفيك في تايلاند، أن التقرير ينسج بين السياسة والتاريخ والثقافة، ليقدم رؤية شاملة لقوة هذه الروح المستمرة .  
 
في فصل آخر بعنوان "بوتوسي تستيقظ من ماضيها المأساوي"، يروي التقرير قصة مدينة التعدين البوليفية التي عانت قروناً من استغلال الفضة خلال الحقبة الاستعمارية، لتصبح اليوم رمزاً للتحول الاقتصادي والثقافي في أمريكا اللاتينية. هذه القصة، كما يصفها لويس لاينيز من صحيفة ((دياريو السلفادور))، تعكس "روحاً دائمة للجنوب العالمي في سعيه نحو التغيير" .  

يذكر التقرير أن دول الجنوب العالمي – التي تضم اقتصادات صاعدة ونامية – تمثل اليوم أكثر من **40% من الاقتصاد العالمي**، وهي نسبة تعكس تحولاً جذرياً في موازين القوى. فمنذ أربعة عقود، لم تكن حصة هذه الدول تتجاوز 24% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، لكنها اليوم تساهم بـ 80% من نمو الاقتصاد العالمي خلال العقدين الماضيين .  

يبرز التقرير دور الصين كـ "مدافع صلب" عن قضايا الجنوب، مستشهداً بزيارة الرئيس شي جين بينغ لمقر بنك التنمية الجديد (NDB) في شانغهاي، حيث وصف البنك بأنه ثمرة "وحدة الجنوب لتحقيق القوة". كما يؤكد التقرير أن الصين، رغم كونها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، ما زالت تواجه تحديات تنموية مشابهة لأقرانها في الجنوب، مما يعزز شراكتها معهم في الدعوة إلى نظام دولي أكثر إنصافاً .  
يختتم التقرير برسالة مفادها أن صعود الجنوب العالمي هو "قصة لم تنته فصولها بعد". فبينما تقدم دول مثل الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا ودول الشرق الأوسط نماذج ناجحة للتنمية المستقلة، تبقى هناك فجوات هائلة في البنية التحتية والتكامل المالي والتكنولوجي. ومع ذلك، فإن إصدار مثل هذا التقرير من قلب ريو دي جانيرو – المدينة التي شهدت قبل عقود "قمة الأرض" التاريخية – يذكر العالم بأن الجنوب لم يعد مجرد متلقٍ للأجندات العالمية، بل أصبح صانعاً لها .

فيديو