هل اصبحت الازمة الإنسانية في غزة أداة إخوانية لتشويه دول الاقليم

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص


في سياق التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، تبرز مواقف متعددة وتحركات سياسية وإنسانية من عدة دول عربية تسعى لتخفيف معاناة الفلسطينيين، إلا أن بعض الجهات تحاول توظيف هذه القضية لخدمة أجندات ضيقة وغير وطنية. من بين هذه الجهات، جماعة الإخوان المسلمين التي تتعمد استغلال المأساة الإنسانية في غزة لإثارة الاضطرابات وتشويه صورة دولٍ كبرى لها دور فاعل في دعم القضية الفلسطينية، وعلى رأسها مصر والأردن.


تصريحات سياسيين وبرلمانيين مصريين مؤخرًا كشفت عن قلق متزايد إزاء الدعوات التي أطلقتها بعض منصات محسوبة على الإخوان لتنظيم تظاهرات أمام السفارات المصرية بالخارج، في توقيت بالغ الحساسية. هذه الدعوات، حسب تعبيرهم، لا تنبع من نية صادقة لنصرة الفلسطينيين، بل تسعى إلى خلق حالة فوضى إعلامية وتشكيك في الدور المصري المحوري الذي يواصل بذل الجهود من أجل وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وعلى صعيد آخر، تثار تساؤلات حول التغطية الإعلامية الانتقائية التي تحتفي بتضليل اعلامي، بينما تتجاهل التحركات الفعلية التي تقودها الدول العربية، بما في ذلك ثلاث عمليات إنزال للمساعدات داخل قطاع غزة، واحدة منها بالتعاون مع دولة الإمارات، بجانب مبادرة الامارات (الفارس الشهم). الأردن، من جانبه، يواصل مشاركته في الجهود الدولية لإحياء "حل الدولتين"، في مؤتمر مقرر عقده في نيويورك، وسط تجاهل إعلامي غريب من منصات يفترض بها الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ضد من ينتهكها.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدوره، عبّر عن ترحيبه بما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية اضافة الى دولة الامارات والمملكة العربية السعودية، وهو إعلان يؤكد أهمية العمل السياسي والدبلوماسي المنظم بدلًا من استغلال الألم الفلسطيني لصناعة الفوضى.

في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية المصرية ضبط عدد من الأشخاص الذين قاموا بإنتاج وترويج مقاطع فيديو مفبركة عن أوضاع داخل أقسام الشرطة، في محاولة لتغذية حملات إعلامية مضللة، وهي إحدى الوسائل التي دأبت عليها جماعة الإخوان في إدارة حملاتها، بحسب تقارير أمنية وتحليلات إعلامية مستقلة.

كل ذلك يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل الأهم هو كسر الحصار عن غزة، أم استثماره لتشويه الاخرين؟ فحين تصبح المساعدات الميدانية والتحركات السياسية الفاعلة محل تشكيك، بينما يُحتفى بتحركات شكلية أو خطابية إخوانية مضللة، فإننا أمام معركة على الوعي، لا على الأرض فقط. ما يتضح هو أن جماعة الاخوان حولت معاناة الشعب الفلسطيني إلى أداة لتسجيل النقاط السياسية، في حين أن المطلوب هو اصطفاف اقليمي ودولي عقلاني وإنساني بعيد عن الاستثمار الاخواني السياسي في الكارثة.

فيديو