خبراء يُحذرون: هكذا يسعى الإخوان لتقويض ثقة المصريين بدولتهم وتفكيك النسيج الوطني

تقارير - منذ يومان

عين الجنوب | حفريات


يُحذّر خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة من تصاعد حملات منظمة تنفذها جماعة الإخوان، تستهدف مؤسسات الدولة المصرية من خلال بث أخبار كاذبة ومحتوى مضلل عبر منصات إلكترونية وصفحات ممولة، في إطار ما وُصف بـ "هجوم إعلامي منسق" يسعى إلى تقويض ثقة الرأي العام في الإنجازات الحكومية.


وبحسب محللين، فإنّ الجماعة تكثف هذه الحملات تزامنًا مع الإعلان عن مشروعات قومية جديدة أو تحسن اقتصادي نسبي، مستغلة منصات التواصل الاجتماعي ومنابر إعلامية خارجية لتضخيم الأزمات وتقديم صورة قاتمة عن الوضع في البلاد.

وقال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة هشام النجار: إنّ جماعة الإخوان اعتمدت "الشائعة كسلاح سياسي"، عبر تضخيم مشكلات جزئية وتشويه الأداء الحكومي لإحداث فجوة بين المواطن والدولة.

"إنّهم يركزون على إثارة الشكوك حيال أيّ مشروع تنموي أو قرار حكومي، مستخدمين أدوات نفسية وإعلامية متقدمة لاستهداف وعي الجمهور"، وفقًا للنجار، الذي يرى أنّ الجماعة تسعى أيضًا لضرب الروح المعنوية لدى المواطن المصري.

وأضاف في تصريح صحفي، نقلته صحيفة (اليوم السابع)، أنّ الحملات تعتمد على مزيج من الأخبار المفبركة، والصور المضللة، ومقاطع الفيديو المعدّلة، إلى جانب استخدام مكثف لحسابات وهمية تروج لمزاعم غير مثبتة، وهو ما يجعل التصدي لها يتطلب جهدًا إعلاميًا مؤسسيًا ومجتمعيًا متكاملًا.

من جهته، يرى الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية طارق البشبيشي، أنّ الحملة الأخيرة للجماعة ركزت بشكل خاص على المشروعات القومية في مجالات الطاقة والبنية التحتية. ويقول إنّ الجماعة تسعى لخلق انطباع عام بأنّ هذه المشروعات "بلا عائد حقيقي"، بالرغم من الإشادات الدولية بها.

ويضيف البشبيشي: "هم يختلقون أرقامًا وتقارير، ويعتمدون على مواقع إلكترونية خارجية، ثم يعيدون تدويرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي لإرباك الرأي العام".   

وبرأيه، فإنّ أيّ أزمة اقتصادية عابرة ـ سواء داخلية أو مرتبطة بتقلبات عالمية ـ تُستخدم كوقود في حملات التحريض، بينما تُهمل الحقائق والتوضيحات الرسمية تمامًا.

أمّا المتخصص في تتبع الخطاب الإعلامي للجماعة إبراهيم ربيع، فيؤكد أنّ ما تقوم به جماعة الإخوان يدخل ضمن ما يُعرف بـ "الفوضى المعلوماتية"، وهي استراتيجية تهدف لإغراق الرأي العام بسيل من المعلومات المشوشة والمتناقضة، ممّا يؤدي إلى ضعف الثقة في كل ما يُنشر، حتى إن كان صحيحًا.

ويضيف أنّ الجماعة لا تكتفي بالداخل، بل تسعى لتضخيم رواياتها عبر منصات إعلامية خارجية ومؤسسات ضغط دولية، في محاولة لاستعادة مكانها في المشهد السياسي، بعدما تم إسقاطها شعبيًا ورسميًا في 30 حزيران (يونيو) 2013.

ووفق تعبير ربيع، فإنّ "ما نواجهه ليس مجرد أخبار زائفة، بل منظومة كاملة من التحريض والفبركة والاستهداف المنظم للمؤسسات السيادية، من الجيش والشرطة إلى القضاء والإعلام".

ورغم تصاعد هذه الحملات، يشير الخبراء إلى أنّ الدولة المصرية بدأت في السنوات الأخيرة تبني سياسة إعلامية أكثر وعيًا، عبر مبادرات توعية وحملات تصحيح معلومات ومواجهة مباشرة للشائعات.

ويرون أنّ الرهان الأكبر يبقى على وعي المجتمع، خصوصًا في أوساط الشباب والطلبة، وهو ما يدفع البعض للمطالبة بإدراج التربية الإعلامية في المناهج، كأداة وقائية لمواجهة "الإرهاب المعلوماتي".

فيديو