تقارير دولية تحذّر: الحوثيون يوجّهون ترسانتهم نحو الجنوب ومؤشرات تصعيد واسع تلوح في الأفق

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب ||خاص      

كشفت تقارير دولية حديثة عن تحوّل مقلق في بوصلة التصعيد العسكري لجماعة الحوثيين، مع توجيه قدراتها الصاروخية والمسيرة باتجاه محافظات الجنوب في خطوة تنذر بمرحلة أكثر خطورة على المشهد الميداني والأمني في البلاد. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر خاصة، فإن الجماعة تعتزم تنفيذ هجمات تستهدف عمق الجنوب ومنشآته الحيوية، على غرار ضربات سابقة طالت موانئ في محافظتي حضرموت وشبوة، إضافة إلى مطار عدن الدولي.

ويأتي هذا التطور في توقيت حساس، بعد ساعات من إعلان قوات حكومية تابعة لـالمجلس الانتقالي الجنوبي إطلاق عملية عسكرية مزدوجة تستهدف جماعة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، في مسعى لاحتواء التهديدات المتصاعدة وحماية خطوط الإمداد والمنشآت السيادية في الجنوب. وقد شملت العملية نشر وحدات من قوات الحزام الأمني وقوات الدعم والإسناد ومحور أبين، في مناطق المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، بالتوازي مع معلومات عن الدفع بقوات إضافية إلى خطوط التماس المتاخمة لمنطقة مكيراس.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كثّف الحوثيون عمليات الحشد القبلي والدفع بتعزيزات عسكرية نحو الجبهات الحدودية مع محافظات شبوة وأبين ولحج، وصولًا إلى جبهة الساحل الغربي، في مؤشر على محاولة توسيع نطاق الضغط الميداني وفرض معادلات جديدة على الأرض. وتشير المعطيات إلى أن هذا التحرك لا يقتصر على إعادة انتشار تقليدية، بل يتضمن إعدادات عملياتية متقدمة تعكس نوايا تصعيدية واضحة.

وبحسب مصادر يمنية مطّلعة، أجرى رئيس هيئة الأركان في جماعة الحوثيين يوسف المداني زيارات ميدانية لعدد من الجبهات، بالتزامن مع إنشاء غرف عمليات متقدمة في محافظتي إب وتعز، إلى جانب تكثيف أعمال حفر الأنفاق وتعزيز التحصينات المركزية، ونقل منظومات وقواعد إطلاق صواريخ إلى تلك المناطق. وتُقرأ هذه التحركات على أنها استعدادات لمرحلة عملياتية أكثر تعقيدًا، تهدف إلى توسيع دائرة الاستهداف ورفع كلفة المواجهة.

ويرى مراقبون أن مجمل هذه التطورات ترسم صورة قاتمة لاحتمالات تصعيد عسكري واسع قد يشهده الجنوب خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار حالة التوتر الميداني وتبادل التحركات العسكرية بين الأطراف. كما تعكس التقارير الدولية قلقًا متزايدًا من انعكاسات هذا المسار على الأمن الإقليمي والملاحة والمنشآت الحيوية، خاصة إذا ما تحولت التهديدات إلى ضربات فعلية تطال البنية التحتية المدنية والاقتصادية.

وفي المحصلة، تبدو الساحة اليمنية مقبلة على اختبار صعب، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع التعقيدات السياسية، بينما يبقى الجنوب في مرمى تصعيد تتسع مؤشراته يومًا بعد آخر، ما يفرض على الفاعلين المحليين والإقليميين قراءة المشهد بواقعية واتخاذ ما يلزم لتجنيب المنطقة مزيدًا من الانزلاق نحو مواجهات مفتوحة.

فيديو