"خطر الجنوب الحقيقي.. إعلام الإخوان والحوثي بملامح جنوبية"

تقارير - منذ 1 يوم

عين الجنوب|| خاص ، عدن

منذ سنوات، خاض الجنوب معاركه على أكثر من جبهة.
واجه آلة الحرب الحوثية، وتصدى لمؤامرات الإرهاب، ورفض التبعية بكل أشكالها.
لكن معركة اليوم.. مختلفة تمامًا.

ففي الوقت الذي يُحسب فيه العدو في الخارج، كان الخطر يتسلل من الداخل.
ليس عبر ميليشيات تحمل شعارات الحوثي، ولا عبر جيوش قادمة من صنعاء،
بل عبر وجوه جنوبية، وأصوات مألوفة، ومنصات إعلامية تنطق بلهجتنا، لكنها تخدم أجندات غير جنوبية.

اليوم، تقف مؤسسات إعلامية ممولة من الخارج، وتدار من غرف عمليات في مأرب ومسقط والدوحة،
لتؤدي دورًا أكثر خطورة من أي سلاح.
إنها أدوات ناعمة، تحمل فكر الإخوان، وتستخدم وجوهًا جنوبية لتطعن الجنوب في خاصرته.
تارة باسم العدالة، وتارة باسم المظلومية، وتارة بشعارات مناطقية يتم تصديرها لتفتيت اللحمة الوطنية.

لقد تحوّل الإعلام إلى سلاح موجه نحو الداخل.سلاحٌ يشكّك في كل شيء: القيادة، القوات الأمنية، المشروع الجنوبي، وحتى دماء الشهداء.

مؤسسات تدّعي الانتماء للجنوب، لكنها تمتهن التلاعب بالرأي العام، وتضخّ موادًا تحريضية ممنهجة،
تستهدف كل محاولة لبناء مؤسسات الدولة، وكل جهد لحماية الأمن.ومع كل تصعيد ميداني للحوثيين، يتحرك الإعلام الإخواني، بذات التوقيت، لإرباك الجبهة الداخلية في الجنوب.


فوضى، تحريض، شتائم ضد القوات الجنوبية، وشيطنة ممنهجة لأي صوت يدعو للاستقرار.والأخطر من ذلك: 
تطبيع إعلامي مع مشاريع الحوثي والإخوان، عبر ما يسمّى بـ"المنصات المستقلة"،
التي تموّلها جهات خارجية وتديرها عناصر جنوبية من خلف الكواليس.

تلك العناصر، التي تظهر في الواجهة كـ"نشطاء" أو "صحفيين"،
هي في حقيقتها جزء من ماكينة إعلامية أكبر، تعمل على إعادة صياغة المشهد لصالح خصوم الجنوب.

هذه ليست حربًا إعلامية عابرة.
بل حرب شاملة تستهدف العقول، وتشوه الثوابت، وتزرع الشكوك داخل البيت الجنوبي.

إن الجنوب لا يُخشى عليه من الحوثي وحده،
بل من أولئك الذين يضعون أقلامهم وعدساتهم وأصواتهم في خدمة مشاريع معادية،
ثم يختبئون خلف لافتات حرية التعبير والعمل الحقوقي.

إن خطر "ابن الجنوب" حين يتحول إلى أداة بيد الحوثي أو الإخوان، يفوق خطر الغازي الصريح.
لأن الداخل حين يتصدع، يصبح الجدار أضعف من أن يقاوم أي اختراق.

فيديو