أسطورة الجنوب، وملهم التحرير، وقاهر الإرهاب... أبو اليمامة. الذي جرّد الإرهاب من أنيابه وكسر ظهر المشروع الإيراني.

تقارير - منذ 12 ساعة

عدن:  عين الجنوب

 في العام 1973 للميلاد، أبصرت يافع – رباط مشألي ميلاد رجلٍ لن يكون كسائر الرجال، ولد منير محمود أحمد اليافعي، ذاك الذي سيعرفه الجنوب لاحقًا باسم "أبو اليمامة"، الاسم الذي صار مرادفًا للهيبة، ولقبًا تهتز له صفوف العدو...
نشأته:
نشأ في بيئة تُرضع أبناءها المجد، وترضعهم الفداء مع كل رشفة حليب… و في كنف رجلٍ صلب، وأمّ حنون تُصلّي له في كل فجر، تربّى القائد الذي سيحمل على كتفه خريطة الجنوب، ويقود جيلًا بأكمله نحو التحرير!

الطريق إلى النبوغ العسكري!
لم يكن أبو اليمامة تلميذًا عابرًا في صفوف المدارس،
بل كان طالبًا نجيبًا في مدرسة الكرامة والبندقية...
في عامه السادس عشر، التحق بمعسكرات التدريب العسكري، حيث برز بين زملائه سريعًا، وفي حرب 1994م، قاتل بشراسة دفاعًا عن الجنوب، لم يختبئ، لم يجبن، بل قاتل حتى اللحظة الأخيرة… ثم فُرض عليه الرحيل، وكان ذلك المنفى هو الشرارة الأولى لعودته العظيمة لاحقًا!

 المؤسس السري لحلم الجنوب!
في عام 1998م، وعبر حركة "حتم" (تقرير المصير)،
كان أبو اليمامة إلى جانب رفيق دربه اللواء عيدروس الزبيدي، من أوائل من أسسوا نواة الحراك الجنوبي المقاوم،
وظلّت تلك النواة تكبر، وتتمدد، وتتشكل...
حتى صارت نارًا تلتهب في قلوب الملايين!

 منفى… ثم ثأر!
عاش في السعودية فترة من الزمن، متخفيًا، صامتًا، لكنه كان يعدّ العدّة، يخطط، يترقّب، ينتظر اللحظة، حتى جاءت 2015م، فانفجرت الأرض تحت أقدام الحوثيين…
وعاد أبو اليمامة ليقود اللواء الأول دعم وإسناد،
واستلم ملفًا لا يقدر عليه إلا أبطال: مكافحة الإرهاب.

الصاعقة التي ضربت الإرهاب!
من المنصورة إلى دار سعد، من خور مكسر إلى البريقة، كان أبو اليمامة لا يداهم المواقع فقط، بل يقتحم أوكار الظلام كما يقتحم الضوء قلب الليل…
أشرف على تطهير عدن من الجماعات الإرهابية، وكان السدّ المنيع بوجه المتسللين من القاعدة وداعش والحوثيين!
أعاد للشارع هيبته، وللأمن جلاله،
وبات اسمه يُهمَس في المجالس كـ "سيفٍ مسنون على رقبة الإرهاب".

 الزعيم الشعبي… والحكيم الاجتماعي!
لم يكن مجرد "قائد عسكري"، بل كان مرجعًا عشائريًا ومصلحًا اجتماعيًا… حلّ النزاعات بين قبائل الجنوب، وقف مع المظلوم، وشارك في المصالحات كقاضٍ لا يُردّ، أقسم رجال يافع أنهم لن يختاروا شيخًا بعده!

يومٌ اهتزّت فيه عدن!
الخميس - 1 أغسطس 2019م،
لم يكن يومًا عاديًا... كان أبو اليمامة يلقي التحية العسكرية في معسكر الجلاء – عدن،
يخطب برجاله... يحفزهم... يغرس فيهم الوطنية...
لكن العدو كان يُخطط لاغتيال الحلم!
أطلقت ميليشيا الحوثي صاروخًا غادرًا إيراني الصنع، فارتقى أبو اليمامة شهيدًا، في لحظةٍ نزلت كالصاعقة على قلوب الملايين!

 لم يمت... بل خُلّد!
استُشهد القائد، لكن اسمه ظلّ حيًا:
في نقاط التفتيش التي أطلقها، في مراسيم التخرج العسكري التي بناها، في جبهات القتال حيث تُرفع صوره،
في دموع الجرحى الذين أنقذهم ذات اقتحام…
وبقيت كلماته محفورة في ذاكرة رجاله:
 “أنا لا أخاف الموت، الموت يخافني... وسأموت يومًا، لكن وطني لن يموت أبدًا!”

 الذكرى والخلود!
تحلّ علينا اليوم الذكرى السادسة لاستشهاد البطل،
وما زال الجنوب يحنّ لذلك الصوت الحازم، تشتاق عدن لهيبة حضوره، وتبكي المنصورة صمته حين يُقبل الليل!

ستظل صورة أبو اليمامة معلّقة على جدران التاريخ،
ليس كشهيد عابر، بل كـ رمز خالد، رجل كتب اسمه بالبارود لا بالحبر،
وتوقّع على العلم الجنوبي بدمه لا بقلمه.

في الختام…
أيها القائد الجنوبي الخالد...
رحلت لكنك تركت في كل بيت جنديًا، وفي كل قلب راية،
وفي كل شارع حكاية... لقد جعلت من اسمك "مدرسة فداء"،
ومن روحك "منارةً للكرامة"، فنم قرير العين، يا أبا اليمامة،
فالوطن بخير، لأنك مررت فيه...!

رحم الله الشهيد القائد منير محمود اليافعي (أبو اليمامة)،
وجعل قبره روضة من رياض الجنة،
وسلامٌ عليه في الخالدين.

كتب بشار المحرابي :
منقول من صفحة الكاتب على فيسبوك

فيديو