واشنطن تطالب بإنهاء ولاية بعثة "أونمها" وتلوّح بإعادة هيكلة الوجود الأممي في اليمن

تقارير - منذ 7 أيام

عين الجنوب| نيويورك 

في مؤشر جديد على تشدد الموقف الأمريكي تجاه مليشيا الحوثي، جددت الولايات المتحدة، دعوتها لإنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، معتبرة أن الظروف الميدانية والتطورات في الساحل الغربي والبحر الأحمر قد تجاوزت منذ زمن مهام وصلاحيات البعثة المحدودة.
 
وخلال جلسة لمجلس الأمن، أكدت القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، أن "زمن بعثة أونمها قد ولّى"، داعية إلى إعادة هيكلة الوجود الأممي في اليمن وتبسيط عملياته وتحسين توزيع الموارد، بما يضمن فاعلية أكبر في التعامل مع التهديدات الراهنة.
 
وربطت شيا بين موقف بلادها من البعثة وتصاعد التهديدات التي تشكلها هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الجماعة نفذت مؤخراً عمليات استهدفت سفناً تجارية، بينها "ماجيك سيز" و"إيترنيتي سي"، أسفر عن مقتل أربعة بحارة وفقدان السفن بالكامل واحتجاز طواقمها؛ واعتبرت أن مطالبة الحوثيين للأمين العام بإلغاء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش دليل على فعاليتها في منع تهريب الأسلحة إليهم.
 
كما سلطت المسؤولة الأمريكية الضوء على ما وصفته بالدعم الإيراني المتواصل للحوثيين، مستشهدة بضبط قوات المقاومة الوطنية، في يوليو/ تموز الماضي، شحنة أسلحة إيرانية ضخمة تزن 750 طناً كانت في طريقها للمليشيا، داعية إلى تمكين فريق الخبراء الأممي من تفتيشها في أقرب وقت.
 
وفي لهجة تحمل رسائل ضغط واضحة، طالبت شيا بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين لدى الحوثيين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والدبلوماسيون، منتقدة ممارسات الجماعة الاقتصادية مثل ابتزاز المستوردين وإصدار العملة المزيفة، والتي قالت إنها تقوض الاقتصاد اليمني وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية.
 
ويأتي الموقف الأمريكي في سياق حملة ضغط أوسع على الحوثيين، تتقاطع فيها الاعتبارات السياسية والاقتصادية والأمنية؛ ففي البحر الأحمر، تمثل الهجمات على الملاحة تهديداً استراتيجياً للتجارة العالمية وأمن الطاقة، ما يمنح الملف اليمني أولوية أكبر على أجندة واشنطن؛ أما في الحديدة، فإن استمرار عمل "أونمها" بصيغتها الحالية بات في نظر الولايات المتحدة تكراراً لآلية لم تعد تلبي متطلبات الواقع، خصوصاً مع توسع نطاق الحرب وتزايد الانتهاكات التي تتجاوز حدود الاتفاق الأصلي.
 
وبينما يقترب موعد المراجعة الأممية لعمل البعثة في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، يبدو أن واشنطن تمهد الطريق لموقف دولي أكثر حزماً، قد يفضي إلى إعادة صياغة دور الأمم المتحدة في اليمن، وربما دمج مهامها في إطار أمني وسياسي أشمل يواكب تصاعد التوتر في البحر الأحمر والضغط المتنامي على الحوثيين.

فيديو