فصل حضرموت.. آخر محاولات الإخوان لحماية نفوذهم في مناطق النفط

تقارير - منذ 2 سنة

فصل حضرموت.. آخر محاولات الإخوان لحماية نفوذهم في مناطق النفط عين الجنوب - حضرموت دشنت جماعة الإخوان حملة إعلامية تتحدث عن دولة حضرموت وانفصالها عن اليمن والجنوب، في إطار المحاولات اليائسة التي تقوم بها الجماعة لتمزيق الجنوب، بعد أن سلمت الشمال لمليشيات الذراع الإيرانية. وتعبيراً عن اليأس من مشاريع السيطرة الإخوانية وبقايا نفوذ علي محسن الأحمر وأمراء النفط على حضرموت، أطلقت الحملة للحديث عن انفصال حضرموت عن محيطها الجنوبي والشمالي في وقت واحد. ويتواصل الغضب الشعبي والاحتجاجات في وادي حضرموت المنادية بإخراج القوات الإخوانية وإنهاء تواجد الجماعة في المحافظة، ووعد محافظ حضرموت الجديد وقائد المنطقة الثانية المعين مؤخرا ببسط النفوذ الحضرمي الأمني على كامل تراب المحافظة. وقادت التطورات الإخوان إلى تغيير نغمتهم الوحدوية، إلى نغمة انفصالية كانوا يدعون تحريمها، ويتولى القيادي الإخواني "صلاح باتيس" الحديث عن دولة حضرموت وعدم الاعتراف بالشمال أو الجنوب، وهو الذي تغنى لسنوات بالوحدة واليمن الكبير ووصف المطالبين بالدولة الجنوبية بممزقي البلاد. وغرد باتيس، الذي يتنقل بين تركيا والعاصمة المصرية القاهرة، قائلاً "نحن الحضارم قلناها ونكررها وسنستمر، نحن لسنا شمالا ولا جنوبا، نحن شرق ‎اليمن، لن نقبل التبعية والظلم". وأضاف باتيس "إذا كانت الدولة عدة أقاليم، ‎حضرموت إقليم عاصمته المكلا، وإذا إقليمين، فحضرموت إقليم ثالث، وإذا دولتين فحضرموت دولة ثالثة". ولاقت دعوة باتيس فصل حضرموت ردود أفعال حضرمية وجنوبية غاضبة. وعلق الشاعر الحضرمي عبدالله الجعيدي على تغريدة باتيس بالقول "ولماذا قبلتم بالظلم والتبعية طوال العقود الثلاثة الماضية؟". وأضاف الجعيدي "لماذا تحاولون ربط حضرموت باليمن في كل خياراتكم وهناك خيارات أخرى أهم وأفضل لحضرموت من خياراتكم ويرحب بها السواد الأعظم من أبناء حضرموت". الناشط السياسي مدعي ديان، غرد ردا على تغريدة باتيس قائلاً، "هذه الخيارات لماذا لم  تطرحها أيام اصحابك هادي ونائبه المعزولد وعندما غادروا جاءت خيارات الخراب". وأشار ديان "لن نكون أذكى من أجدادنا، ومضطر أقولها لأول مرة خياراتك هذه ستقود إلى حرب أهلية مدمرة داخل حضرموت، وأرجو أن تكون موجودا هناك إذا أنت صادقاً". بدوره قال الناشط الإعلامي محمد العولقي "‏‎حضرموت جنوبية ولن تغرد خارج السرب الجنوبي. أما أنتم يا صلاح باتيس مشروعكم الاخواني واضح وانتهى دوركم والى الأبد، وهذه هي آخر اوراقكم من مطالبكم باليمن الكبير الى دولة الواي فاي. وأبناء حضرموت الابطال هم اول الجنوبيين من طالبوا باستقلال الجنوب أما أنت وجماعتك كنتم الداعمين للإرهاب".   هل أنت مع مشروع دولة حضرموت"، استبيان على هيئة سؤال نشره الناشط الإخواني أنيس منصور على صفحته الخاصة في "تويتر" يجسد حجم النفاق الذي تمارسه جماعته عبر المزايدة بالشعارات الوطنية في حين تبطن عكسها تماماً. سؤال منصور والذي يعد أحد أهم أدوات المطبخ الإعلامي للإخوان ويتهم بإدارة مئات الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء في سياق حملة إخوانية، الخميس، تتحدث عن "احتلال حضرموت" في الـ17 من سبتمبر 1967م. حملة إخوانية تحاول فيها الجماعة إثارة ملفات الماضي ونبش ما حدث خلال فترة ضم السلطنات والمشايخ في الجنوب عام 67م من قبل الجبهة القومية التي تسلمت الحكم باتفاقية الجلاء التي وقعتها مع الاستعمار البريطاني، وشهدت تجاوزات وأخطاء كان لحضرموت نصيب منها. اللعب بورقة "حضرموت" ومحاولة إيجاد نزعة "انفصالية" لدى أبنائها بالتغني بتاريخ وإرث المحافظة العريق وخصوصية مجتمعها، ليست وليدة اللحظة، بل جرى استخدامها من قبل الجماعة لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية. الجديد في الأمر أنها تأتي هذه المرة أشبه بمحاولة أخيرة ويائسة من قبل الجماعة لمواجهة تصاعد مطالب أبناء حضرموت، وتحديداً الوادي والصحراء، بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلاً عنها، وهو ما يحظى بتأييد كامل من قبل المجلس الانتقالي ومحافظ حضرموت الجديد مبخوت بن ماضي. وجددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي باجتماعها السبت، دعمها للحراك الجماهيري المتصاعد في مديريات محافظة المهرة ومناطق وادي حضرموت، للمطالبة بنقل القوات الشمالية المتواجدة هناك إلى جبهات المواجهة مع ذراع إيران وفقا لمقتضيات اتفاق الرياض. وترى جماعة الإخوان بأن تحقيق ذلك يعني انتهاء نفوذها بشكل كامل في محافظات الجنوب، وهو ما تسعى لعرقلته بكل السبل الممكنة وباستخدام كل الأوراق المتاحة بما فيها ورقة "الانفصال" لتناقض بذلك كل شعاراتها "الوحدوية" التي ترفعها في حربها ضد المجلس الانتقالي الجنوبي. وإلى جانب حضرموت، تستخدم الجماعة ورقة "الانفصال" أيضاً في محافظة المهرة بين الحين والآخر للإبقاء على نفوذها هناك عبر دعم الاعتصامات المسلحة التي يقودها المدعو/ علي سالم الحريزي ضد تواجد التحالف العربي وضد المجلس الانتقالي الجنوبي. اعتصامات الحريزي التي يغطيها إعلام الإخوان ويسعى لإصباغ الوطنية عليها بوجود علم الوحدة، إلا أن علماً آخر يبرز بوضوح في هذه الاعتصامات إلى جوار علم الوحدة، وهو علم السلطنة العفرارية التي كانت تحكم المهرة وسقطرى. تجسد هذه الصورة مشروع الإخوان القائم على حقيقة واحدة هي أن "الغاية تبرر الوسيلة"، وأن تحقيق غاياتها سيتم عبر أي وسيلة وتحت أي لافتة أو علم كان "وحدويا" في عدن أم "انفصالياً" في حضرموت والمهرة

[عين الجنوب]

فيديو