صورة

التالى السابق

تناقضات النظام الإيراني: من التهديد إلى الضعف المدقع

السياسة - منذ 7 ساعات

عين الجنوب | متابعات

في وقت كشفت فيه وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية يوم الأحد 31 أغسطس عن صورة قاتمة لنظام يغرق في أزمات متعددة ومتزامنة، برزت تناقضات بين التهديدات الخارجية الجوفاء والاعترافات المباشرة بالضعف الداخلي. بينما يطلق حسين شريعتمداري وعوداً بإغلاق مضيق هرمز، تكشف تقارير أخرى عن فشل المفاوضات النووية، هجمات سيبرانية مدمرة، وعجز مالي هائل، وسط صراعات حادة بين أجنحة السلطة، مما يرسم لوحة نظام وصل إلى نهاية المطاف على جميع الجبهات. لازم الإشارة إلى أن عشرات الآلاف من الإيرانيين الأحرار من أنحاء أوروبا سيتجمعون يوم 6 سبتمبر في بروكسل لنقل صوت الشعب الإيراني إلى العالم، ودعم قيام ومقاومة الشعب الإيراني.

مسرح التهديدات الخارجية مقابل واقع الضعف الأمني

في محاولة يائسة لإظهار القوة، جدد حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في مؤسسة "كيهان"، تهديداته بتقييد حركة الملاحة في مضيق هرمز. وقالت صحيفة "كيهان" نقلاً عنه: "في ظروف التهديد والحرب، يجب استخدام كل أدوات القوة الوطنية لحماية المصالح وسيادة البلاد. مضيق هرمز، بموجب الاتفاقيات الدولية، تحت سيطرة إيران، ويمكن فرض قيود على السفن المعادية". لكن هذه التصريحات تبدو فارغة أمام الواقع المؤلم الذي كشفته مصادر عسكرية، حيث أقرت شبكة "خبر" عن هجمات مدمرة، موضحة أن نائب في هيئة أركان الجيش قال: "البنية التحتية لوزارة الدفاع تعرضت لهجمات متكررة... في الهجوم الأول وحده، قتل 56 شخصاً". كما كشف موقع "ماريتايم سايت" عن هجوم سيبراني عطل اتصالات 60 ناقلة نفط وسفينة شحن إيرانية، نسب إلى مجموعة هاكرز تُدعى "الشفاه المخيطة".

على الصعيد الدبلوماسي، أقر موقع "ركنا" بفشل مفاوضات النووية التي قادها عراقجي مع الأوروبيين، مشيراً إلى أن "مخزون اليورانيوم بتركيز 60% دُفن تحت الأنقاض وأصبح غير قابل للاسترداد"، مما يعكس عجزاً استراتيجياً.

الانهيار الاقتصادي وفساد "المؤسسات الطفيلية"

تتفاقم الأزمة الاقتصادية مع اعترافات رسمية بعجز الميزانية البالغ 800 ألف مليار تومان، كما حذر موقع "بهارنيوز" من أن هذا العجز يضغط مباشرة على حياة المواطنين. أثارت هذه الوضع غضب نشطاء عمال، حيث تساءل أحدهم: "لماذا يُحمّل العمال تكاليف سوء الإدارة بينما دمر التضخم الجامح حياتهم؟". من جانب آخر، وجه الرئيس مسعود بزشكيان انتقادات لاذعة لمراكز الفساد داخل النظام، حيث نقل موقع "فرارو" عنه قوله: "لماذا نُعطي الأموال لمؤسسات ومنظمات عديمة الفائدة؟". وعلق موقع "عصر إيران" بأن "نظام الريع في هذه المؤسسات، وتفكيكه مهمة مستحيلة كعمل فيل"، مؤكداً تعمق شبكات الفساد.

تفاقم الصراع السياسي الداخلي

الانقسامات السياسية تتصاعد مع هجمات متبادلة بين الأجنحة. اتهمت وكالة "فارس" جبهة الإصلاحات بـ"مواكبة أمريكا وإسرائيل"، بينما ذكرت وكالة "تسنيم" الإصلاحيين بـ"رسالة كأس السم في البرلمان السادس"، مشيرة إلى خضوعهم للغرب. كما هاجم إمام جمعة قم دعاة الحوار، قائلاً: "عشاق العلاقات مع أمريكا... القضايا النووية وحقوق الإنسان والصواريخ مجرد ذرائع". هذه التصريحات تكشف شللاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً متكاملاً.