بن حبريش بين فقدان المصالح وتوظيف ورقة معاناة المواطن

تقارير - منذ 4 ساعات

حضرموت|| عين الجنوب||محمد باحميد:
تشهد محافظة حضرموت في الآونة الأخيرة أزمات متكررة في توفر المشتقات النفطية، وعلى رأسها المازوت والديزل، ما انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين ومعيشتهم اليومية. وفي خضم هذه الأزمات برز اسم الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، وسط اتهامات متصاعدة له بمحاولة استثمار معاناة الناس لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية.

فقدان الامتيازات وبروز مليشيا جديدة

كان الشيخ بن حبريش لسنوات لاعبًا بارزًا في المشهد الحضرمي، مستفيدًا من علاقاته القبلية ومكانته الاجتماعية في إدارة النفوذ على موارد المحافظة. لكن تراجع نفوذه وفقدانه للامتيازات التي اعتاد الحصول عليها دفعاه – وفق مراقبين – إلى تبني نهج جديد يقوم على تشكيل مليشيا تحمل اسم "قوات حماية حضرموت".
هذه القوة، بدلًا من أن تكون أداة لحماية الأرض والإنسان، تحولت إلى أداة ضغط سياسي، من خلال فرض السيطرة على الطرقات والتقطع لشحنات المشتقات النفطية، وحرمان المواطنين من أهم احتياجاتهم.

ورقة ضغط على حساب المواطن

في ظل الانقطاعات الكهربائية المستمرة، وتعطل وسائل النقل، وتوقف الكثير من الأنشطة الخدمية والإنتاجية بسبب نقص المشتقات، يجد المواطن الحضرمي نفسه الضحية الأولى لهذا العبث. فبينما يسعى المواطن إلى الحصول على لتر من الديزل لتشغيل مولد منزلي أو مستشفى محلي، تتحول هذه المادة الحيوية إلى ورقة مساومة في صراع نفوذ.
إن استخدام الأزمات الخدمية كأداة للابتزاز السياسي لا يندرج إلا ضمن ما يمكن وصفه بـ"الورقة القذرة"، لما تحمله من استخفاف بمعاناة الناس وإقحامهم في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

حضرموت بين مطرقة الأزمات وسندان المصالح

المشهد الحالي يضع حضرموت أمام تحدٍّ خطير، فالمحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية أصبحت ساحة صراع بين قوى تبحث عن تثبيت مصالحها ولو على حساب حياة المواطن البسيط. وإذا لم تتدخل الدولة والجهات المسؤولة بحزم لإيقاف هذه الممارسات، فإن الوضع مرشح لمزيد من التدهور، وستبقى حضرموت رهينة لأطماع المتنفذين.

كلمة أخيرة

المصالح السياسية متغيرة وزائلة، لكن معاناة المواطن باقية وتزداد يومًا بعد يوم. وما يقوم به الشيخ عمرو بن حبريش عبر مليشياته لا يمكن النظر إليه إلا باعتباره استغلالًا فاضحًا لاحتياجات الناس، واعتداءً على حقهم في الحياة الكريمة. إن حضرموت اليوم أحوج ما تكون إلى قيادة مسؤولة تُعلي من شأن المصلحة العامة، لا إلى زعامات توظف الأزمات كأدوات مساومة رخيصة.

فيديو