مريم رجوي من بروكسل: «لا استرضاء ولا حرب… التغيير الديمقراطي هو الحل»

أخبار دولية - منذ 13 ساعة

عين الجنوب | طهران

 شهدت بروكسل يوم السبت 6 أيلول/سبتمبر 2025 تظاهرة كبرى شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية وأنصار المقاومة، إحياءً للذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وقد تحوّلت شوارع العاصمة الأوروبية إلى ساحة دعم لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي، حيث رفع المتظاهرون صور الشهداء وشعارات تطالب بإسقاط الديكتاتورية الدينية وإحلال الحرية والديمقراطية محلّها.
التظاهرة التي نُظّمت بمبادرة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عكست أوسع حشد إيراني في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، وشارك فيها عدد من أبرز الشخصيات السياسية الدولية، من بينهم مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق، وجون بركو الرئيس الأسبق للبرلمان البريطاني، إضافة إلى شخصيات برلمانية أوروبية مرموقة.
 
وفي قلب هذا الحدث، ألقت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، خطاباً مفصلياً قدّمت فيه تقييماً شاملاً للوضع الداخلي والخارجي لإيران، مؤكدة أن «الحل الوحيد للأزمة الإيرانية يتمثل في التغيير الديمقراطي على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة».
صرّحت رجوي أنّ منظمة مجاهدي خلق «لم تتوقف يوماً واحداً أو ساعة واحدة منذ تأسيسها قبل ستين عاماً، فقد واصلت مسيرتها من غرف التعذيب إلى المشانق، ومن المقابر الجماعية إلى ميادين المقاومة». وأشارت إلى أنّ هذه التضحيات «هي التي أبقت شعلة الحرية متقدة، من الشهيد أحمد رضائي أول شهداء المنظمة إلى الشهيدين بهروز إحساني ومهدي حسني الذين أُعدما مؤخراً».
وأكّدت أنّ بقاء المجاهدين وصمودهم على مدى العقود الماضية هو «بفضل الوفاء بالعهد والفداء اللامحدود، وبفضل التمرد على القراءة المتطرفة والرجعية للإسلام التي حوّلها الملالي إلى أداة قمع وإرهاب».
 
كما قالت: «ذهب نظام الشاه وسيرحل نظام الملالي أيضاً، لكن المجاهدين على مدى ستين عاماً أثبتوا أنّهم البديل الديمقراطي المستقل الوحيد، المرتبط بتاريخ الشعب الإيراني الممتد على مئةٍ وعشرين عاماً من النضال من أجل الحرية».
أردفت رجوي أنّ ما وصفته بـ «الخديعة الكبرى للملالي» يكمن في «ادعائهم عدم وجود بديل»، مشيرة إلى كلمات نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس الذي أكّد في زيارته لأشرف 3 عام 2022 أنّ «هناك بديلاً منظماً وجاهزاً تماماً». وأضافت أنّ «الاعتراف بالبديل الديمقراطي آنذاك كان كفيلاً بإنقاذ المنطقة والعالم من حروب وأزمات كثيرة».
وأشارت رجوي إلى أنّ «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حدّد منذ عام 1982 مهاماً عاجلة للحكومة المؤقتة لمدة ستة أشهر بعد إسقاط النظام، وفي مقدمتها إجراء انتخابات حرّة على أساس الاقتراع العام والمتساوي والسري لكل الإيرانيين». وأوضحت أنّ هذه المهام «تشمل إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، نزع سلاح الحرس والبسيج، حلّ محاكم الثورة والمؤسسات الأيديولوجية، وضمان حقوق النساء والأقليات».
وأضافت أنّ «هذه الالتزامات طُوّرت لاحقاً إلى البرنامج ذي البنود العشرة، الذي يضمن قيام جمهورية ديمقراطية، مساواة كاملة بين الرجل والمرأة، فصل الدين عن الدولة، وإيران غير نووية تعيش بسلام مع جيرانها».
وقالت رجوي: «تكمن قيمة المجاهدين في أنّهم لم يسعوا إلى السلطة ولم يطلبوا شيئاً لأنفسهم، بل سعوا فقط إلى الحرية ونقل السيادة إلى جمهور الشعب الإيراني، وهذا هو جُرمهم الأكبر في نظر الملالي».
كما أكّدت أنّ «الملالي اليوم، كما في الماضي، يلجؤون إلى محاكم الإعدام الجائرة ضد المجاهدين بتهم ملفقة كالمحاربة والبغي، لكن هذه الأحكام ليست سوى دليل إضافي على خوف النظام من المقاومة». وأضافت: «جرائم المجاهدين في نظر النظام هي قول (لا) لدستور ولاية الفقيه، وفضح المتاجرة بالدين، وكشف مشروع القنبلة النووية، وتأسيس جيش التحرير ووحدات المقاومة».
وأشارت رجوي بفخر إلى «الدور القيادي للنساء في منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة»، مؤكدة أنّ «النساء منذ أكثر من ثلاثة عقود يتولين القيادة الأولى للمنظمة، ونجحن في إيجاد نموذج جديد للتحرر والمساواة».
وتابعت قائلة: «في عام 1979 أعلن مسعود رجوي أنّنا نريد ثورة ديمقراطية. واليوم أيضاً لا نريد سوى ثورة ديمقراطية، وجمهورية ديمقراطية، وحقوق وحريات ديمقراطية».
وأعلنت باسم الشعب والمقاومة الإيرانية أنّ «الحل لمسألة إيران هو إسقاط كامل الديكتاتورية الدينية». وشدّدت على أنّ «الشعب الإيراني أكثر استعداداً من أي وقت مضى، والمجتمع في حالة انفجارية، والحل الثالث فقط هو الطريق: لا استرضاء ولا حرب، بل تغيير النظام على يد الشعب ومقاومته المنظمة».
كما دعت المجتمع الدولي إلى «وقف سياسة المساومة مع النظام، وإدراج الحرس على قوائم الإرهاب، وتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن مشاريع النظام النووية، والاعتراف بحق وحدات المقاومة في مواجهة قوات الحرس».
وختمت رجوي تصريحها بالقول: «إنّ أي تأخير في مواجهة هذا النظام لن يجلب سوى المزيد من الحروب والدمار، أمّا البديل فهو واضح: إيران حرّة، ديمقراطية، تقوم على المساواة والعدالة، وتصنع السلام في المنطقة والعالم».

فيديو