الجنوب قاب قوسين من استعادة دولته: كفاح، إنجازات، واعتراف دولي وشيك"

السياسة - منذ 7 أيام

الرئيس الزبيدي: من رمز المقاومة إلى مهندس استعادة الدولة

عين الجنوب | خاص

الجنوب قاب قوسين من قيام دولته. بعد كفاح مرير من قبل شعبه واستماتة جماهيرية وشعبية من كل الأطياف الجنوبية التي تصب في بوتقة واحدة: استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على أرضها وترابها الوطني. لتحقيق هذا الهدف المُلحّ والعاجل، حقق شعب الجنوب إنجازات كبيرة، يمكن القول معها إنه صار قاب قوسين من تحقيق النصر.
اليوم، يمتلك الجنوب مؤسسة عسكرية وجيشًا فاعلًا ومتكاملًا، ومؤسسات أمنية شجاعة. يرفرف علم الجنوب على كل ربوعه، وهذا لم يكن إرثًا جاء بمحض الصدفة أو أحدثته مجريات الأحداث. بل هو استعادة لكيان دولة كان لها اعتراف دولي ومقعد ثابت في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وموقع جغرافي على الخارطة السياسية والدولية. كانت منظمة لجميع الهيئات والمنظمات الكبرى في العالم وملتزمة بكافة القوانين والأعراف الدولية، حيث امتلكت سفارات وقنصليات في أغلب دول العالم، وكانت عضوًا دوليًا فاعلاً ومؤثرًا في السياسة الدولية وعضوًا في عصبة الأمم، إضافة إلى امتلاكها مؤسسات محلية متكاملة.
ثم جاءت وحدة الفيد، التي أعقبها اجتياح كامل للجنوب في صيف عام 1994، وتدمير كامل لكل مؤسساته وإلغاء دولته وعملته وعلمه وشعار دولته، وضمه إلى "وحدة الفيد" بنهب كامل لكل هيئات الدولة ومؤسساتها وإذابتها في نظام الجمهورية العربية اليمنية.
أعلن الجنوبيون انسحابهم وقادوا نضالًا لا هوادة فيه لاستعادة دولتهم، وكان القائد الرئيس عيدروس بن قاسم الزُّبَيْدي على رأس هذا النضال الذي استمر لعقود. حَكَمَ عليه الرئيس اليمني بالإعدام، فلم يرتهب ولم يتراجع، بل واصل نضاله مع أبناء شعبه حتى تحققت هذه الإنجازات لشعب الجنوب ودولته التي بدأت في تعافٍ حقيقي، أثمر تأسيس جيش وطني ومؤسسة عسكرية وأمنية للدفاع عن الجنوب ومكتسباته. عادت هياكل الجنوب المؤسسية من وزارات وهيئات سياسية وإدارية في عاصمته عدن، ولم يتبقَ سوى إعلان الدولة والاعتراف الدولي بها.
بالفعل، واصل القائد الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نضاله بزيارات متعددة إلى كثير من دول العالم لكسب التأييد الدولي. أثمرت هذه الزيارات المتكررة تأييدًا دوليًا أسفر عن دعوات مباشرة من حكومات بعض الدول كجمهورية روسيا، ودعوات من دول عربية كالسعودية والإمارات التي تُعَدّ من أكثر الداعمين لدولة الجنوب، إضافة إلى دول أخرى كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي زارها الرئيس، فاستقبلته الجالية الجنوبية بكل حفاوة وترحاب بتجمع جماهيري كبير وغير مسبوق، رافعة علم الجنوب ومُعلنة تأييدها لقيام الدولة الجنوبية، ومُوجهة خطابها للرئيس الأمريكي وحكومة الولايات المتحدة بسرعة الاعتراف بدولة الجنوب العربي.
بالإضافة إلى الزيارات المتكررة لكثير من الدول التي أظهرت تعاطفها مع معاناة شعب الجنوب وصبره وكفاحه الذي أثمر عند الكثير من الدول تعاطفًا ظهر في صورة تدل على موافقة شبه مبدئية للاعتراف بدولة الجنوب التي استعادت بالفعل كل مؤسساتها وعلمها. ولم يبقَ سوى إعلان قيام الدولة والاعتراف الدولي الذي أصبح قاب قوسين من تحقيقه.
ما دام للجنوب قيادة صبورة ومخلصة كالقائد الرئيس وإصرار على استعادة الدولة وتجاوز كل الصعاب والعقبات التي يختلقها أعداء الجنوب حتى لا يستعيد دولته لتبقى مصالحهم في الجنوب مستمرة، فإن إصرار الجنوبيين وتلاحمهم وعزيمتهم وثباتهم وإصرار قيادتهم على استعادة دولتهم جعل هذا الهدف قريب المنال. ذلك لأن أغلب دول العالم، الصديقة والشقيقة، تابعت مجريات الأحداث في الجنوب ومعاناة الجنوبيين ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم، ونَظَرَ العالم إلى استبسال الجنوبيين وكفاحهم وصبر قيادتهم في الاستماتة على استعادة الدولة التي أصبحت كاملة التأسيس، ولم يتبقَ سوى الاعتراف الدولي الذي بدأت تباشيره تلوح في الأفق القريب.

فيديو