دعم الإمارات يعيد للجنوب وهج التعليم ومكانته

تقارير - منذ 3 أيام

عدن ، عين الجنوب|| خاص

في وقتٍ يعاني فيه التعليم في الجنوب من انتكاسة بسبب الحرب، وما نتج عنها من تفاقم مشكلة تسرب الطلاب من المدارس، جاء الدعم الإماراتي ليشكل رافعة حقيقية أعادت الروح لهذا القطاع الحيوي. فقد عملت دولة الإمارات على إنعاش واقع التعليم في الجنوب عبر إعادة ترميم المدارس المدمرة، واستحداث مدارس جديدة، والأهم من ذلك إنشاء مدارس نموذجية في معظم محافظات الجنوب.

هذه المدارس جاءت كمشروع متكامل، بنيت بتصاميم حديثة ومرافق متطورة، وتكوّنت غالبًا من خمسة إلى ستة طوابق دراسية، إلى جانب قاعة كبرى مخصصة للمحاضرات والندوات والاجتماعات العامة، مزودة بكاميرات وشاشات عرض وتجهيزات متكاملة.

لقد أسهم هذا السخاء الإماراتي في توفير محاضن تربوية تستقطب أوائل الطلاب في المحافظات، حيث تُجرى فيها اختبارات للقبول بهدف اختيار المتفوقين وتهيئتهم للالتحاق بالجامعات الجنوبية المرموقة مثل جامعة عدن وغيرها. وقد انعكس هذا المشروع على شكل نهضة تعليمية بارزة، إذ شهدنا تنافسًا طلابيًا كبيرًا للانضمام إلى هذه المدارس، وهو ما أسفر عن نتائج إيجابية واضحة في مستوى التعليم.

ومن أبرز الشواهد على ذلك، أن الغالبية العظمى من طلاب كلية الطب هذا العام هم من خريجي هذه المدارس النموذجية. فقد أفرزت كفاءات طلابية مبدعة التحقوا بتخصصات مرموقة في جامعات الجنوب مثل الطب والهندسة وعلوم الحاسوب والكيمياء والرياضيات، إضافة إلى تخصصات أخرى كالإعلام والاقتصاد. ومنذ تأسيس هذه المدارس الرائدة، ساهمت في رفد مرافق الدولة وسوق العمل بكوادر مؤهلة تسهم في تطوير الأداء المؤسسي والوظيفي في الجنوب.

إن ما قدمته دولة الإمارات في قطاع التعليم، وكافة المجالات الأخرى، يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين. ومهما حاول البعض التشكيك في هذه العلاقة الراسخة، فإن الواقع يؤكد أن الدعم الإماراتي كان بلسماً حقيقياً أعاد الحياة للجسد التعليمي في الجنوب، في وقت تمر فيه البلاد بظروف استثنائية صعبة، من نقص في الخدمات وتوقف المرتبات لشهور، الأمر الذي فاقم معاناة الناس وهدد مستقبل الأجيال.

لقد عبّر شعب الجنوب، قيادةً وشعبًا، عن امتنانه العميق لدولة الإمارات، ممثلة برئيسها سمو الأمير محمد بن زايد آل نهيان، على دعمها اللامحدود الذي تجاوز حدود التعليم ليشمل مختلف القطاعات. هذا الدعم سيظل دينًا في عنق كل جنوبي، دين وفاء لا يُنسى، حتى يحين اليوم الذي يحقق فيه شعب الجنوب حلمه بالحرية والاستقلال وإعلان دولته المستقلة وعاصمتها عدن.

فيديو