الأرض أرضنا والقرار قرارنا.. الجنوب يرفض ابتزاز الحوثي والإخوان

تقارير - منذ 1 ساعة

خاص | عين الجنوب

كلمات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي التي أعلنها صريحة: أننا كجنوبيين على أرضنا والقرار قرارنا، فلم نعتدِ على أحد ولم نسْطُ على مال أحد. فمن المعيب أن يطول صبرنا ونحن نرى مواردنا تُستنزف وأرضنا تتلقى التهديدات اليومية من عصابات صنعاء المتمثلة بجماعتين إرهابيتين: الإخوان المسلمين والحوثي، اللتين اجتمعتا على مناصبة الجنوب العداء دون جريرة اقترفها الجنوبيون.

إن بسط الجنوبيين على أرضهم واستقلالية قرارهم أقلق مضاجع هاتين الجماعتين، اللتين وجهتا جهودهما نحو الجنوب تاركتين مشاكل الشمال الذي وصل إلى الحضيض سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، حيث عمل الحوثي على تحوير المناهج والعقائد. أما الجنوب فيتمتع باستقلالية تامة مع احترامه لحق الشراكة تقديرًا للتحالف العربي الذي سعى لإيجاد هذه الشراكة ليتمكن الشماليون وشرعيتهم من استعادة محافظات الشمال المختطفة.

لكن طال هذا الانتظار وتجاوز عقدًا من الزمان، ولم نجد أي تحرك من قبل نخب الشمال لتحرير صنعاء والمحافظات الشمالية. أما أن يُمنع الجنوبيون من اتخاذ قرارهم باعتبارهم القوة الباسطة على الأرض، وبعد أن أصبح الجنوب كيانًا مؤهلًا لترتيب وضعه والتوجه لتحسين مستوى الخدمات وتوفير الرواتب، فهذا أمر لم يعد مقبولًا. فالجنوب قد قطع شوطًا كبيرًا في مسيرة بناء دولته ولا يمكن التراجع عن عزمه مهما كانت الظروف والعوائق.

واتخاذ قرارات جنوبية المنشأ لا يعني فض الشراكة أو تنصل الجنوبيين من التزاماتهم أمام محيطهم العربي والدولي، بل سيعمل الجنوبيون على تعزيز هذه الشراكة متى ما وجدوا الجدية لدى الإخوة في الشمال لتحرير الشمال المختطف. لكن ما نراه على الواقع هو تخادم حوثي–إخواني للتآمر على الجنوب بافتعال الأزمات والوقوف بصلف أمام مشروع الجنوب التحرري واستعادة الدولة الجنوبية.

ونلحظ هذا التخادم في صور مختلفة، منها الحرب الإعلامية الموجهة نحو الجنوب وإعلامييه ومؤسساته. وهنا على إعلاميي الجنوب إطلاق ألسنة أقلامهم على نشاط هاتين الجماعتين اللتين اتخذتا من الجنوب هدفًا لهما بمحاولات متكررة لافتعال المشكلات ووضع العقبات أمام الجنوب وثورته التحررية ومكتسباته.

وقد استخدمتا وسائل غير مشروعة: أحيانًا بالإرهاب والتفجير، وأحيانًا بحرب قذرة تتمثل في تهريب المخدرات إلى الجنوب لإفساد أكبر قدر من الشباب. وقد كشفت قواتنا الأمنية أكثر من شبكة لبيع المخدرات في الجنوب. وآخرها الحرب الإعلامية المتمثلة في اختلاق الأكاذيب وفبركة الأخبار المزيفة وقلب الحقائق رأسًا على عقب، لمحاولة طمس وتشويه أي عمل جنوبي يسهم في رفع المعاناة عن الشعب الجنوبي، والتي لم يكن آخرها الحرب الموجهة على إعلاميي الجنوب الذين يمارسون عملهم بمهنية ويرفضون هذا الإسفاف والانحدار الأخلاقي لهاتين الجماعتين.

إن فعلهم هذا يعد خروجًا عن المهنية وسقوطًا لم تعهده الصحافة اليمنية في تاريخها. فالإخوان الهاربون من بطش الحوثي –كما يدّعون– لا يجعلهم يصلون إلى هذا المستوى الرخيص والإسفاف المبتذل. وهذا التخادم بينهم يلغي أي خطاب موجه نحو الحوثي، ويكشف صورة من صور النفاق والتعامل بوجهين: وجه يهاجم الحوثي وآخر يسلمه معسكرات التحالف ويدفع بأنصاره للتسليم للحوثي.

هذه الجماعة التي تدعي سنيتها وتتصنع زورًا أنها مع مشروع التحالف العربي لاستعادة الشمال المختطف، إنما هي جماعة إرهابية تغيّر جوهر الدين والعقيدة لتتوافق مع المشروع الفارسي الذي يستهدف تدمير كل الدول العربية وزرع الفتن والقلاقل والاضطرابات. فالجماعة التي تسمي نفسها "الإخوان المسلمين" تطعن في خاصرة العرب كخنجر مسموم يستهدف هدم كل القيم والمبادئ والعقائد الإسلامية، ليتمكن المشروع الطائفي السلالي من بسط نفوذه.

وهذا ما يحدث في الجنوب المحرر: استهداف متكرر من قبل هاتين الجماعتين، اللتين يستقي فكرهما من فكر هذه السلالة، لتضعا أيديهما في أيدي بعضهما من جديد في محاولة لإعادة الاجتياح والفكر السلالي.

ولكن هيهات! فقد أخذ الجنوبيون العبرة مما يجري في الشمال من تغيير في الهوية والدين، وهذا ما لا يمكن قبوله في الجنوب. فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.

فيديو