الإصلاح.. حزب الشعارات الذي عمّق الانقسام وأضعف جبهة مواجهة الحوثي

السياسة - منذ 4 أيام

عين الجنوب| خاص

لم يعد خافياً على أحد أن التجمع اليمني للإصلاح، الذي يقدم نفسه كقوة سياسية مدافعة عن الديمقراطية والجمهورية، تحول عملياً إلى عامل انقسام وإضعاف للمعركة الوطنية ضد الحوثي، بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل أو القوة الجامعة في مواجهة المشروع الطائفي الذي يهدد اليمنيين جميعاً.

فعلى مدار سنوات الحرب، لم يثبت الحزب في أي مرحلة أنه قوة توحيد أو دفع وطني حقيقي، بل ظل يمارس سياسة تفكيك الصفوف واحتكار القرار، حتى تحولت المدن المحررة، خصوصاً تعز، إلى ساحات صراع داخلي أرهق المقاومة الوطنية وسمح للحوثيين بالتمدد والاستفادة من الفوضى التي صنعها الإصلاح بنفسه.

تعز.. نموذج للفوضى الإصلاحية

في الوقت الذي كان اليمنيون ينتظرون من حزب الإصلاح أن يكون في الصف الأول بمواجهة الحوثي، انشغل الحزب بتصفية خصومه داخل تعز، وأدار معاركه ضد شركائه بدلاً من خصومه الحقيقيين.
فمن خلال سياسات الإقصاء والتحريض والانفراد بالقرار العسكري والأمني، أضعف الإصلاح المقاومة الوطنية، ومهّد بسلوكه الطريق أمام الحوثيين للتمدد واستغلال الانقسامات.

كل معركة خاضها الحزب مع أي طرف وطني انتهت بخسارته سياسيًّا وعسكريًّا وأخلاقيًّا، لكنه لم يتوقف لمراجعة أخطائه، بل واصل ذات النهج وكأن الفشل أصبح عقيدته الثابتة.

ازدواجية الخطاب.. بين العلن والميدان

يرفع الإصلاح شعار مواجهة الحوثي، لكنه عملياً يضعف الجبهات القتالية ضده، إما عبر الانسحابات الغامضة أو بإثارة الصراعات الداخلية.
وتشير الوقائع إلى أن الحزب لعب دوراً في سقوط مواقع ومعسكرات للمقاومة، في مواقف فُسرت على أنها تواطؤ أو حسابات حزبية ضيقة.
وفي الجوهر، يلتقي الإصلاح والحوثي – رغم التناقض المعلن – عند غاية واحدة: إسقاط أي مشروع وطني ديمقراطي حقيقي.

وجه آخر للهيمنة الدينية

كما يسعى الحوثي إلى إقامة دولة طائفية تقوم على "الولاية"، فإن الإصلاح يحلم بدولة "خلافة إخوانية"، لا تقل خطراً أو استبداداً.
كلاهما، كما يرى مراقبون، يتقاطعان في العداء لفكرة الدولة المدنية الحديثة، ويعيشان على استثمار دماء اليمنيين ومعاناتهم لتحقيق مشاريع أيديولوجية مغلقة.

ابتزاز التحالف

لم يكتفِ الحزب بإضعاف الداخل، بل مارس ابتزازاً سياسياً في علاقته بالتحالف العربي، محاولاً تحويل الدعم العسكري والسياسي إلى مكاسب حزبية.
وفي الوقت الذي كان يفترض فيه أن يوحد الجهود لتحرير تعز، زرع الخلافات داخل المقاومة وأشعل حملات إعلامية ضد القوى الوطنية، ما جعل الحوثي المستفيد الأكبر من تلك الانقسامات.

الفشل كمنهج.. والمصلحة الوطنية الضحية

من تحالفاته الانتهازية إلى طموحاته المجهضة في السيطرة على القرار السياسي، يكرر حزب الإصلاح أخطاءه ذاتها دون مراجعة أو تصحيح.
بل يحاول تقديم نفسه كضحية لتغطية دوره في إجهاض فرص توحيد الصف الجمهوري، وهو ما جعله بنظر كثيرين مشكلة موازية لخطر الحوثي نفسه.

فالحزب الذي يعيش على أوهام “الخلافة” ويرفض مراجعة سياساته، لم يعد فقط عبئاً على المعركة الوطنية، بل تحول إلى عقبة أمام أي مشروع وطني جامع يسعى لاستعادة الدولة وإنهاء الانقسام.

فيديو