عدن تنهض من رماد الغزاة لتقود الجنوب إلى المستقبل

الجنوب - منذ 1 يوم

خاص || عين الجنوب 
عدن، العاصمة الأبدية للجنوب، درة الجزيرة العربية، وعروس البحر الأحمر، ومقبرة الغزاة عبر التاريخ.
مدينةٌ لم تحظَ مدينةٌ عربيةٌ بمثل ما حظيت به من اهتمامٍ تاريخيٍ وحضاريٍ عريق، فقد كتب عنها المؤرخون، وتغنّى بها الشعراء، وبكى على أسوارها الغزاة.

لقد تعرضت عدن على مرّ العصور لغزواتٍ متكررة من دولٍ أجنبية، بدءًا بالغزو البرتغالي، مرورًا بالاحتلالين العثماني والبريطاني، ثم الغزو الشمالي، وأخيرًا الغزو الحوثي.
ورغم كثرة الغزوات والاحتلالات، ظلت عدن رمزًا للمقاومة والصمود، تقف في وجه أقوى الإمبراطوريات في العالم وتنتصر عليها.
فقد هزمت البرتغاليين والعثمانيين والبريطانيين، رغم أن الاحتلال البريطاني استمر جاثمًا على صدر الجنوب وعدن لأكثر من مئةٍ وتسعةٍ وعشرين عامًا، إلا أنه واجه مقاومةً شرسةً وعنيفةً أجبرته على الرحيل.

ولم تتوقف محاولات الاحتلال لعدن؛ فقد شهدت اجتياحًا شماليًا استمر لعقود، أعقبه الغزو الحوثي الأخير، الذي لاقى نفس مصير سابقيه، فعدن تقاوم ولا تُقهر، وتكتب في كل مرحلةٍ سطرًا جديدًا من تاريخها المجيد.

قلعة صيرة.. رمز الصمود وشموخ الجنوب

تُعد قلعة صيرة من أبرز المعالم التاريخية التي تجسّد روح المقاومة الجنوبية، فهي شامخةٌ فوق جبلٍ مطلٍّ على البحر، تروي قصص البطولات التي خاضها أبناء عدن ضد الغزاة عبر العصور.
ولا تقتصر رمزية القلعة على قيمتها الأثرية فحسب، بل على ما تحمله من دلالاتٍ وطنيةٍ عظيمة، فهي رمزٌ لشموخ الإنسان الجنوبي الذي واجه قوى الاحتلال بكل شجاعةٍ وصلابة.

-
صهاريج عدن.. معجزة الإنسان العدني

أما صهاريج عدن، فهي شاهدٌ آخر على عظمة الإنسان العدني وقدرته الهندسية الفريدة.
تلك الصهاريج التي حفرت في بطون الجبال لتخزين مياه الأمطار منذ قرونٍ طويلة، تمثل تحفةً معماريةً وإنسانيةً نادرة، وتؤكد أن عدن كانت وما زالت مهد حضارةٍ تمتد جذورها في عمق التاريخ.

عدن.. وجه طبيعي آسر وموقع استراتيجي عالمي

الناظر إلى وجه عدن الطبيعي يرى لوحةً ساحرةً من الشواطئ الذهبية والمياه الدافئة التي تحيط بها من عدة اتجاهات.
فهي تمتلك مضايق وممراتٍ بحريةً استراتيجية لا يمكن للعالم الاستغناء عنها، إذ تطل على البحر الأحمر وخليج عدن، وتُعد نقطة وصلٍ بين الشرق والغرب.

ويمثل ميناء عدنأحد أهم الموانئ في العالم، حيث رست على مياهه ملايين السفن القادمة من مختلف قارات الأرض.
ورغم الحروب والظروف الصعبة التي فرضتها الميليشيات الحوثية على الجنوب، ما يزال الميناء يؤدي دوره بكفاءةٍ عالية، مستقبلًا مئات السفن يوميًا، مما يؤكد أهمية عدن الاقتصادية والتجارية العالمية.


عدن السياحية.. سحر البحر وعبق التاريخ

تحتضن عدن عددًا من المنتجعات السياحية والسواحل الجذابة مثل شاطئ العروس، جولد مور، ساحل أبين، منتجع الغدير بالبريقة، ومنتزه حقات بصيرة، وكلها تحتاج إلى إعادة تأهيل لتستعيد بريقها ودورها السياحي الحيوي.
فعدن ليست مجرد مدينة، بل جوهرة سياحية وتاريخية تجمع بين الجمال الطبيعي والإرث الحضاري في مشهدٍ يأسر القلوب قبل الأبصار.

عدن.. نحو مستقبل يليق بتاريخها

عدن هي درة الجزيرة العربية وعروس البحر الأحمر، وستعود لتتبوأ مكانتها المستحقة مع عودة دولة الجنوب ورفع علمها في الأمم المتحدة.
وستصبح عدن بإذن الله من أقوى المراكز التجارية في العالم، وواحدة من أهم الوجهات السياحية الدولية، لتستقبل زوارها من كل بقاع الأرض بسحرها الأخّاذ الذي يخطف القلوب قبل الأنظار.

فيديو