الثورة الأكتوبرية تلبس ثوب عُرسها الثاني والستين، والضالع وحضرموت بحشودهما تستعد لإحياء ثورة الآباء والأجداد الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.

الجنوب - منذ 6 ساعات


عين الجنوب|| خاص 


في مشهدٍ بديعٍ ورائع، ترسم الضالع لوحةً زاهية وتلبس ثوبها الجديد، وهي تستقبل يوم غدٍ الاثنين احتفالات الذكرى الثانية والستين لانطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تلبيةً لدعوة الأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لإحياء ذكرى هذه الثورة الخالدة في وجدان شعب الجنوب، والتي سطّر ملامحها الآباء والأجداد بتضحياتٍ سُكبت على تُربة الجنوب الطاهرة أنهارًا من الدماء.

إنه اليوم التاريخي الذي لم تستطع الأيام أن تمحوه من ذاكرة الأجيال، جيلًا بعد جيل، منذ انطلاقة الثورة المباركة وحتى اليوم.

وتأتي التلبية الشعبية واستعدادات حضور هذه الحشود التي تنتظر فعاليات هذه المناسبة، حيث ستتوافد من كل حدبٍ وصوب، من كل مديريات محافظة الضالع وقراها، بالتزامن مع وفود الحشود القادمة من يافع وردفان والصبيحة وكل محافظات ومديريات الجنوب الأبي، إلى محافظة الضالع التي تتزين بأعلام دولة الجنوب وصور شهداء الثورة، في تحيةٍ من الأعماق إلى كل الوفود والشخصيات القادمة من داخل وخارج محافظة الضالع، التي لبست عرسها الجديد وتزينت بأعلام الجنوب المرفوعة على كل المباني والمحلات التجارية ابتهاجًا بهذه المناسبة التي تذكرنا دومًا بتضحيات الآباء والأجداد ضد مستعمرٍ أجنبيٍ بغيضٍ عانى من جراء سياسته الاستعمارية شعبُنا الجنوبي شتى صنوف الظلم والقهر والاستعباد، حيث تفشّى الجهل والتخلّف طوال 129 عامًا.

لكن شعب الجنوب أعلن انطلاقته الأولى من على جبال ردفان الشمّاء بسقوط أول شهيدٍ في معركة الكفاح المسلّح ضد المستعمر البريطاني، وهو الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، ثم تساقطت قوافل الشهداء في الضالع ويافع وعدن وحضرموت وشبوة وأبين والمهرة، وفي كل المحافظات الجنوبية، حيث اندلعت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية المنددة بالاحتلال في عدن، لتمتد كشعلةٍ متوهجة في كل المدن والأرياف والقرى، لتستمر أربع سنوات تذيق المستعمر الويلات وتُجبره على الرحيل.

ورغم ذلك وجد المستعمر أنه لا مكان له بين شعبٍ جبارٍ أدمن التضحيات وتربّى على المواجهة والإقدام، ليصل في نهاية المطاف إلى نتيجةٍ حتميةٍ واحدة، وهي الرحيل التدريجي ثم الرحيل الكامل.

فكان الثلاثون من نوفمبر عام 1967م يوم رحيل آخر جنديٍ بريطاني من أرض الجنوب، وتحديدًا من عدن الباسلة، ليسطّر شعب الجنوب ملحمةً بطوليةً سجلها التاريخ بأحرفٍ من نور، ليبدأ الجنوبيون بناء دولتهم التي أخذت موقعها في المنظمات والهيئات الدولية كجامعة الدول العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة.

حتى جاءت ما تُسمّى بـ“الوحدة المشؤومة” التي أفقدت الجنوبيين دولتهم وطمست كل معالمها، ليبدأ شعب الجنوب نضاله الثوري من جديد لدحر قوى الاحتلال الثاني للجنوب، الذي يستخدم حتى اليوم شتى صنوف المكر السياسي ليبقى جاثمًا على صدر الجنوبيين.

لكن شعب الجنوب، الذي يستعد لإحياء احتفاليته الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، يقول كلمته في رسالةٍ إلى العالم:
لقد آن الأوان لشعب الجنوب أن يعلن استقلاله الثاني تحت مظلة مجلسه الانتقالي، الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجنوب، برئاسة قائده الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل الوحيد للقضية الجنوبية، ورمز النضال الذي أوصل قضية شعب الجنوب إلى كل المحافل والمنظمات الدولية، وصار صداها في أعلى مراكز القرار في العالم.

غير متناسين دعم الأشقاء العرب، في رسالة شكرٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لدعمهما السخي لشعب الجنوب ووقوفهما معه في كل المنعطفات التاريخية التي مر بها، ودعمهما القضية الجنوبية حتى يستعيد شعب الجنوب دولته التي ستكون صمّام أمانٍ لأمن الخليج، وتحديدًا للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين، في مكافحة الإرهاب الذي تمارسه حركة الإخوان وجماعة الحوثي، وفي قطع التمدد الفارسي وتأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر، لموقع الجنوب الهام في ملتقى القارات الثلاث وامتلاكه مضيق باب المندب.

فيديو