الإمارات والجنوب: شريك التنمية والاستقرار الذي يترك بصمة دائمة

تقارير - منذ 3 ساعات

عدن||عين الجنوب|| خاص:

منذ اللحظة الأولى لدعم الإمارات العربية المتحدة للجنوب العربي، ظهر أثره بشكل ملموس في جميع جوانب الحياة، من التعليم والصحة إلى البنية التحتية والطاقة، وصولًا إلى الأمن والاستقرار. الإمارات، بقيادة رئيسها محمد بن زايد آل نهيان، أثبتت أنها شريك استراتيجي ملتزم بتحقيق التنمية المستدامة وترك بصمة دائمة في المحافظات الجنوبية، من عدن وحضرموت وشبوة وأبين إلى الضالع وسقطرى.

في المجال العسكري والأمني، كان للدعم الإماراتي أثر واضح، حيث تم تدريب وتأهيل أكثر من 15 ألف عنصر أمني وعسكري في المحافظات الجنوبية، مع تزويدهم بالمعدات العسكرية واللوجستية الحديثة. هذا الدعم ساعد القوات الجنوبية على حماية المدنيين وتحقيق انتصارات كبيرة ضد ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية، كما عزز من الاستقرار في المناطق المحررة وحمى خطوط الملاحة البحرية الاستراتيجية، وهو ما انعكس إيجابًا على الأمن البحري وحركة التجارة.

لم يقتصر دور الإمارات على الجانب العسكري، بل شمل جميع أشكال الدعم الإنساني. فقد استفادت أكثر من نصف مليون أسرة من مساعدات غذائية عاجلة وطرود إغاثية، كما أعيد تشغيل حوالي 120 مستشفى ومركزًا صحيًا مجهزًا بالأجهزة الطبية الضرورية لتقديم الرعاية الطارئة والمستدامة. وقد أُنشئت مخيمات مؤقتة استقبلت نحو خمسين ألف فرد من الأسر المتضررة، لتخفيف معاناتهم وضمان استمرار حياتهم اليومية بشكل طبيعي.

في مجال التعليم، أظهرت الإمارات اهتمامًا فائقًا بالاستثمار في الإنسان وبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل. فقد استفاد أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة من منح دراسية داخلية وخارجية، كما تم بناء وتأهيل أكثر من 150 مدرسة ومجمعًا تعليميًا مجهزًا بمختبرات علمية وقاعات حاسوب ومرافق للتغذية متعددة الطوابق. وخلال الأيام الأخيرة، افتتح الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ثلاثة مجمعات تعليمية في الضالع في مديريات الأزارف وجحاف والشعيب، لتكون من أفضل المجمعات التعليمية على مستوى الجنوب، مما يعكس التأثير المباشر لدعم الإمارات في تحسين جودة التعليم. كما شملت الجهود الجامعات ومراكز التعليم الفني والمهني لتأهيل الشباب لسوق العمل، بما يضمن استدامة التنمية وبناء كفاءات المستقبل.

أما في مجال البنية التحتية، فقد أسهمت الإمارات بشكل واسع في إعادة تأهيل الطرق والمواصلات، بما يزيد عن 2,500 كيلومتر من الطرق الرئيسية والداخلية، وتحديث خمسة موانئ وثلاثة مطارات لتسهيل حركة التجارة والنقل. كما حسنت شبكات المياه والكهرباء، وأنشأت محطات كهرباء بالطاقة الشمسية في عدن وشبوة، وحفرت أكثر من خمسين بئرًا ارتوازية لتأمين المياه في محافظات أبين وحضرموت وشبوة وسقطرى، مع خطط لإنشاء محطتين للطاقة الشمسية في محافظة لحج.

القطاع الصحي شهد نقلة نوعية أيضًا، حيث تم تجهيز وتأهيل مئة مستشفى ومركز صحي، مع توفير أكثر من خمسة آلاف جهاز طبي حديث، فضلاً عن العمل الجاري على إنشاء مدينة طبية متكاملة في عدن تشمل مستشفيات متخصصة ومراكز للأبحاث ومرافق صحية متطورة، لتقديم خدمات متكاملة لمئات الآلاف من المواطنين.

إن هذا الدعم الإماراتي المتكامل انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، حيث تحسنت مستويات المعيشة، وتوفرت الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم، كما استفاد الشباب من الفرص التعليمية والمهنية، وهو ما أسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل. ولقد ظهرت بصمة الدعم الإماراتي في كل مناحي الحياة الجنوبية، من التعليم إلى الصحة، ومن البنية التحتية إلى الطاقة والاستقرار.

إن ما قدمته الإمارات للجنوب العربي ليس مجرد دعم مؤقت، بل هو استثمار طويل الأمد في التنمية والاستقرار، وعبره يعبر كل أبناء الجنوب عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات العربية المتحدة ولرئيسها محمد بن زايد آل نهيان، الذي أغرق الجنوب بعطاءه وكرم دولته، ليترك أثرًا دائمًا سيظل محفورًا في ذاكرة الشعب الجنوبي جيلًا بعد جيل.


فيديو