صاعقة أكتوبر أحرقت أعداء الجنوب وخسر المتربصون الرهان

تقارير - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | خاص:

كان المشهد أكبر من مجرد احتفال وكان أبلغ من كل الخطب والبيانات وأعنف من كل الردود السياسية إذ إن الجنوب في ذكرى أكتوبر المجيد خرج من صمته ليصرخ في وجه المتآمرين بأن الأرض لا تزال جنوبية والهوية لا تزال جنوبية والإرادة لا تزال جنوبية وأن كل محاولات التشويه والتيئيس والإرجاف قد سقطت تحت أقدام الجماهير التي زحفت من كل حدب وصوب لتقول كلمتها من حضرموت شرقاً إلى الضالع غرباً في صورة لا تقبل التأويل ولا تحتاج لتحليل سياسي أو قراءة مستقبلية فكل شيء كان واضحا كشمس الظهيرة

لم تكن حشود حضرموت مجرد جماهير جاءت لتحتفل بل كانت صفعة مدوية لكل من ظن أن حضرموت تغرد خارج السرب أو أنها قد خرجت من الحاضنة الجنوبية ولم يكن هذا المشهد العارم في ساحات المكلا وتريم وسيئون إلا رسالة واحدة مفادها أن الجنوب جسد واحد لا يقبل الانقسام وأن كل محاولات تفكيك هذا الجسد ستبوء بالفشل ما دام في شرايينه دم جنوبي حر ينبض بالكرامة والعزة والانتماء الصادق

أما الضالع التي حاول البعض أن يشكك في ثوريتها وأن يشيع بأنها فقدت روح الثورة فقد ردت الرد الصاعق الذي لا يدع مجالاً للشك حين خرجت عن بكرة أبيها تستقبل أكتوبر بثوب ناري من الحماسة والهتاف والولاء والرسالة هنا كانت واضحة لا لبس فيها وهي أن الضالع لا تزال معقل الثورة الجنوبي وأن كل من راهن على انطفاء جذوتها قد خسر الرهان وخرج من المولد بلا حمص

كل محاولات ضرب الجنوب من الداخل قد تحطمت على صخرة الوعي الجمعي الجنوبي وكل مؤامرات التشكيك والتشويه والتفريق قد انكشفت أمام يقظة الشعب الذي بات أكثر وعياً وإدراكاً لحجم الاستهداف والمؤامرة فالجنوبيون اليوم لا يحتاجون إلى من يحدثهم عن الخطر لأنهم باتوا يرونه بأعينهم ويلمسونه في تفاصيل حياتهم اليومية ولهذا فإن ردهم كان طبيعياً وقوياً ومزلزلاً بحجم التحدي والمخاطر

صاعقة أكتوبر لم تكن مجرد فعالية بل كانت ثورة جديدة متجددة تؤكد أن الجنوب لا يزال حياً وأن مشاعل النضال لم تنطفئ وأن كل الأيادي التي تمتد لتخدش هذا المشروع الجنوبي الكبير ستُكسر مهما كان حجمها ومهما كانت خلفياتها وأجنداتها فشعب الجنوب قد قرر أن يمضي نحو هدفه مهما كانت التضحيات وأن يواجه المؤامرات بالعزيمة لا بالخذلان وبالوحدة لا بالفرقة وبالإرادة لا بالاستسلام

أعداء الجنوب الذين كانوا يراهنون على خفوت الصوت الشعبي تلقوا الضربة القاضية لأنهم ببساطة لا يفهمون هذا الشعب الذي علّم العالم كيف يقاتل من أجل قضيته وكيف يصبر في سبيل حريته وكيف ينهض من تحت الركام ليصنع من الألم قوة ومن الجراح راية خفاقة

ما حدث في أكتوبر ليس مجرد رد على الأعداء بل هو إعلان انتصار جديد في معركة الوعي ومعركة الانتماء ومعركة الثبات على المبادئ والتمسك بالحق التاريخي في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة من المهرة إلى باب المندب ومن المكلا إلى عدن ومن الضالع إلى سقطرى

الجنوب اليوم أقوى من أي وقت مضى ليس لأنه يملك السلاح فقط بل لأنه يملك الإرادة الشعبية الصلبة التي لا يمكن كسرها مهما تنوعت المؤامرات ومهما تبدلت الوجوه التي تتبناها لأن الجنوب ليس خريطة ترسمها الأقلام بل هو دماء سُكبت من أجل الكرامة وهو تضحيات جسام لا يفهمها من يتعامل مع الوطن كصفقة أو مشروع مؤقت

لقد انتهى زمن اللعب على التناقضات والمناطقية فقد ثبت أن الوعي الجنوبي قد تجاوز تلك الألاعيب التي حاول البعض أن يستثمرها لإرباك المشهد وإحداث الشرخ في الصف الواحد لكن صاعقة أكتوبر جاءت لتؤكد أن الجنوب أكثر وحدة من أي وقت مضى وأن الخصوم باتوا في ورطة أمام هذا الاصطفاف الشعبي الجارف الذي لا يهادن ولا يساوم

وهكذا فإن من راهنوا على انهيار الجنوب خسروا ومن ظنوا أن الجنوب سيتراجع خابوا ومن تخيلوا أن أبناء الجنوب سيتفرقون تاهوا في أوهامهم لأن صوت الشعب كان أقوى من ضجيجهم والحقيقة كانت أنصع من أكاذيبهم والإرادة كانت أرسخ من خططهم

صاعقة أكتوبر لم تكن سوى البداية وما بعدها سيكون أشد وأقوى لأن الجنوب قد نهض ولن يعود للخلف والرسالة التي انطلقت من حضرموت والضالع وصلت لمن يجب أن تصل وإن تجاهلوها فإن القادم سيجبرهم على الفهم شاءوا أم أبوا.

فيديو