إعلام الإخوان.. ماكينة تضليل تستهدف الجنوب وتغضّ الطرف عن الحوثي

تقارير - منذ 4 ساعات

خاص | عين الجنوب:
يمثل إعلام جماعة الإخوان نموذجًا فاضحًا للإعلام المضلل الذي يفتقر إلى أدنى معايير المهنية والمصداقية، حيث يعتمد على تشويه الحقائق وتزييف الوقائع دون أي التزام بقوانين الصحافة أو مواثيق الشرف الإعلامي. فالقنوات التابعة للجماعة، مثل *سهيل* و*يمن شباب* و*المهرية* و*بلقيس*، أصبحت أبواقًا سياسية تنضح بالأكاذيب والشائعات، وتعمل بشكل ممنهج على قلب الحقائق وتشويه الرموز الوطنية الجنوبية، في محاولة يائسة لتشويه صورة الجنوب ومؤسساته.

المتابع لهذه القنوات يلاحظ بوضوح تطابق أساليبها ورداءة خطابها الإعلامي، إذ تتعامل مع جمهورها بأسلوب استغفال وتضليل متعمد، فكل ما تبثه من أخبار وتقارير وتحليلات يصب في اتجاه واحد، وهو مهاجمة الجنوب ومؤسساته العسكرية والأمنية والسياسية، وتقديمه في صورة العدو المفترض الذي يجب النيل منه، وكأن الجنوبيين هم من احتلوا أرض غيرهم أو اعتدوا على حريات الآخرين. في المقابل، يتجاهل هذا الإعلام حقيقة أن أبناء الجنوب ثابتون على أرضهم، لم يعتدوا على أحد، ولم ينهبوا مال أحد، ولم يدخلوا بيوت أحد، بينما كانت جماعة الحوثي هي التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق اليمنيين شمالاً وجنوباً، من قتل وتشريد ونهب للأراضي والممتلكات واعتقال للآلاف بمن فيهم النساء اللواتي زُجّ بهن في السجون والمعتقلات.

ورغم كل تلك الجرائم والانتهاكات الفادحة التي يمارسها الحوثيون بشكل يومي، إلا أن إعلام الإخوان يصر على توجيه سهامه نحو الجنوب، منشغلاً باختلاق الأكاذيب وصناعة الافتراءات ونشر الأخبار المفبركة التي لا تمت للمهنية الإعلامية بصلة، في الوقت الذي يغض فيه الطرف عن واقع مأساوي يعيشه المواطنون في مناطق سيطرة الحوثي. هذه المفارقة تفضح الدور الحقيقي لإعلام الإخوان، الذي تحوّل إلى أداة بيد جماعة سياسية تسعى لتحقيق مكاسبها على حساب الحقيقة والمصلحة الوطنية.

وفي حملاتها المستمرة ضد الجنوب، تلجأ القنوات الإخوانية إلى خلط الحقائق بالشائعات لتضليل الرأي العام، وتقديم روايات مشوهة تهدف إلى تشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادة السياسية، وتحريف الأحداث والوقائع لتتناسب مع أجندتها الخبيثة، كما حدث في قضية "الوفد الإسرائيلي المزعوم" إلى عدن، وهي القصة التي روّجت لها تلك القنوات رغم نفيها الكامل من الجهات الرسمية وافتقارها لأي دليل أو منطق. كما تعمل هذه القنوات على تضخيم الأخطاء والانتقادات الموجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومؤسسات الدولة في الجنوب، في حين تتجاهل عمدًا الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون في الشمال بشكل يومي، وكأنها تتبنى سياسة إعلامية تقوم على قاعدة الانتقائية في نقل الأخبار، بحيث تهاجم الجنوب وتبرر للحوثي.

ولا يتوقف التضليل عند هذا الحد، بل يمتد إلى تشويه صورة الشخصيات السياسية والقيادية في الجنوب، من خلال برامج وتقارير موجهة تهدف إلى التقليل من شأنهم وإضعاف تأثيرهم الشعبي والسياسي. هذا الأسلوب يكشف عن نية مبيتة لضرب وحدة الصف الجنوبي وإثارة الفتن بين مكونات المجتمع، خدمة لأهداف الجماعة التي لا ترى في الجنوب إلا ساحة صراع يجب إضعافها لضمان بقائها ونفوذها.

ويبدو واضحًا أن الهدف الحقيقي لهذه الحملات الإعلامية هو تقويض استقرار الجنوب ومحاولة إضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي وعسكري يمثل إرادة الجنوبيين، فضلًا عن السعي لتشويه صورة الجنوب في الوعي الإقليمي والدولي من خلال بث روايات مضللة تخدم مصالح الإخوان السياسية. كما تسعى هذه الحملات إلى زرع الشك والكراهية والانقسام داخل المجتمع الجنوبي، عبر خطاب إعلامي تحريضي يعتمد على التضليل والتهويل، في مسعى لإرباك المشهد وتشويه الوعي العام.

وفي مواجهة هذا السيل من الأكاذيب، تبرز مسؤولية الإعلاميين الجنوبيين في نشر الحقيقة والتصدي لحملات التضليل بأسلوب مهني وموضوعي، يقوم على التحليل الرصين للأحداث ودحض الأخبار الكاذبة بالأدلة والبراهين، مع ضرورة تجاهل متابعة القنوات الإخوانية ومنصاتها الرقمية التي لا تقدم سوى خطاب عدائي خالٍ من الموضوعية والمصداقية. فالإصرار على متابعة مثل هذه الوسائل لا يؤدي إلا إلى تعزيز انتشار الأكاذيب وإعطائها حجمًا أكبر مما تستحق.

لقد أثبتت التجارب أن إعلام الإخوان لا يمكن أن يكون صوتًا للحقيقة، بل هو إعلام قائم على قاعدة خبيثة مفادها: “اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”. لكن وعي الشارع الجنوبي اليوم بات كافيًا لكشف هذه اللعبة الإعلامية القذرة، وإدراك أن ما يُبث عبر قنوات الإخوان ليس سوى محاولة بائسة لتزييف الواقع وتغطية فشلهم السياسي والإعلامي، في وقت يمضي فيه الجنوب بثقة نحو بناء مؤسساته وترسيخ أمنه واستقراره رغم كل المؤامرات.

فيديو