تحليل :الإخوان وسياسة التخوين.. هل هي سياسة تنتهجها أم تغطية على عمالتها لدول أجنبية؟

تقارير - منذ 3 ساعات

خاص | عين الجنوب:
جماعة الإخوان التي أُسست في عشرينيات القرن الماضي، ورغم الشكوك التي برزت لدى الكثير من المحللين السياسيين العرب حول ظروف ووقت نشأتها، حيث تشير أصابع الاتهام إلى الدولة العجوز بريطانيا، التي أنشأت هذه الجماعة لمقاومة المد القومي الذي انتشر في تلك الفترة، إذ قامت ثورات في أغلب الدول العربية كمد قومي ذي نهج اشتراكي. ولمقاومة هذا المد، أُنشئت هذه الجماعة.

والغريب في الأمر أن هذه الجماعة المشكوك في نشأتها تمارس وتتقمص ثوب البراءة بتوجيه التهم جزافًا إلى خصومها، متعمدة قلب الحقائق ونشر الشائعات واختلاق الأكاذيب وفبركة الأخبار لصرف الأنظار عنها، باعتبار أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع.

هذه الشائعات التي تُوجَّه إلى دول عربية ذات ثقل سياسي ومكانة بارزة لمحاولة النيل منها، لا تدل على شيء سوى على الدور الذي تقوم به هذه الجماعة في تفتيت الكيانات وتمزيق الدول، وتحديدًا الدول العربية. ولا يخفى على أحد الدور التدميري الذي مارسته هذه الجماعة في تدمير دول عربية وما أحدثته فيها من فتن وحروب وتهجير ومجاعات وتدخلات أجنبية من خلال ما سمّته بـ"الربيع العربي"، ضمن مخطط المثلث الأمريكي–الصهيوني–الإيراني.

وقد أكدت الوقائع التي حدثت في اليمن، وتحديدًا في صنعاء، من الهروب الممنهج والمُسَيّس منها، وترك المجال للحوثيين، بالرغم من أن جماعة الإخوان كانت تمتلك معسكرات بأكملها، بينما الحوثي لم يكن يمتلك سوى عدد قليل من الأتباع القادمين من صعدة، ومع ذلك تُركت صنعاء لهم مفتوحة ليعبثوا فيها كما يريدون.

وحتى شعارات هذه الجماعة التي تدّعي الإسلام وتستغل الدعوة الإسلامية للتغرير بأتباعها، فإنها عندما تصل إلى الحكم تدّعي تطبيق الديمقراطية الغربية، في نهج بعيد عن نداءاتها التي تستغل الإسلام وتطبّق غيره.

إن سياسات هذه الجماعة صارت مكشوفة، ومحاولتها التمويه على أنشطتها المشبوهة بتخوين الآخرين أو اتهامهم بالعمالة لإسرائيل وغيرها من التهم المفتعلة لم تعد تنطلي على أحد.

ولن نذهب بعيدًا، فتعالوا نسمع ما قاله الكتّاب العرب عن علاقة الإخوان بإسرائيل. ففي موضوع مثير للجدل، هناك اتهامات بأن الجماعة لديها تنسيق عضوي قديم مع إسرائيل.

فالإعلامي حسام الغمري أكد أن هذه العلاقة ليست وليدة اللحظة، بل تقوم على تنسيق عضوي قديم، وهو أحد الأسباب الجوهرية التي تأسست عليها الجماعة منذ نشأتها. واستند الغمري إلى مقال للمفكر **عباس محمود العقاد نُشر عام 1949، اتهم فيه مؤسس الجماعة حسن البنا بأنه "يهودي مغربي مزروع في مصر". وعدم ردّ البنا على هذا المقال، رغم خطورة الاتهامات، اعتبره الغمري دليلاً على صحة ما جاء فيه.

أما الكاتب الصحفي محمد الباز فأشار إلى أن تعامل جماعة الإخوان الإرهابية مع إسرائيل يمثل "سقطة تاريخية" لا يمكن محوها من سجل الجماعة، مضيفًا أن الجماعة تحاول باستمرار استغلال عاطفة الناس لتغطية هذا العار.

ومن جهته، أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن الجماعة أسست فرعًا لها داخل إسرائيل عام 1971، وهو ما لم يكن ليحدث إلا بعد التنسيق مع "الموساد"، في مؤشر واضح على التقاطعات الخطيرة بين الطرفين.

وهناك أدلة كثيرة؛ حيث نُشرت قبل أيام عبر وسائل إعلام عربية تقارير تُظهر أعضاء في جماعة الإخوان ظهروا على قناة "24" العبرية.

فهل اتهام الجماعة لدول عربية وأشخاص بالعمالة هو في الحقيقة تغطية على علاقتها بدول كبرى كبريطانيا ودول معادية كإسرائيل؟

فيديو