طيران الحوثي المُسير.. سلاح إيراني هزيل بحثاً عن انتصارات معنوية

تقارير - منذ 2 سنة

طيران الحوثي المُسير.. سلاح إيراني هزيل بحثاً عن انتصارات معنوية

عين الجنوب ـ نيوز يمن .

ليلة الجمعة الماضية 25 مارس كانت أنظار السعوديين والعالم تتابع مشاهد سحب الدخان وهي تغطي سماء مدينة جدة جراء اشتعال النيران في خزانات وقود تابعة لشركة "أرامكو" بعد تعرضها لهجوم بطيران مُسير من قبل مليشيات الحوثي.

كان الهجوم على المنشأة النفطية ضمن هجوم واسع شنته المليشيات بـ16 صاروخا وطائرة مسيرة استهدفت منشآت مدنية بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق عاصفة الحزم ليلة الـ26 من مارس 2015م بقصف مواقع لمليشيات الحوثي في صنعاء ومدن يمنية بعد أن تجاوزوا الخط الأحمر الذي رسمته السعودية لهم بعدم دخول مدينة عدن.

رغم أن الهجمات لم تسفر عن وقوع إصابات بالأرواح واكتفت بالخسائر المادية؛ إلا أنها، جماعة الحوثي، حاولت أن تصنع منها انتصاراً معنوياً أمام أنصارها بأنها قادرة على قصف العمق السعودي في توقيت رمزي وهو ذكرى العاصفة وحتى ولو لم يكن لذلك أي مكاسب عسكرية تحدث فارقاً في موازين القوى؛ وهو ما يحققه لها سلاح الطيران المُسير.

فعلى الرغم من كثافة الهجمات بهذا السلاح منذ بداية الحرب والتي وصلت إلى 953 هجوما استهدف دول التحالف (السعودية والإمارات) بحسب ما صرح به ناطق مليشيات الحوثي الأسبوع الماضي؛ إلا أن تأثيراتها لم تتجاوز الجانب المادي وبعض الخسائر البشرية المحدودة في صفوف المدنيين.

وهذا يعود إلى محدودية القدرة التدميرية لطائرات الحوثي المسيرة نتيجة لضعف إمكانياتها الفنية والتقنية والتي تمنعها من حمل كميات أكبر من المتفجرات أو القذائف نظرا لصغر حجمها وصغر محركاتها، وهي الميزة الوحيدة لها التي تصعب مهمة رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي.

كما أن هذه المسيرات التي تجمع من قبل خبراء إيرانيين في مناطق سيطرة الحوثي تمتاز بضعف القدرة على التحكم بها لإصابة الهدف بدقة عالية وخاصة في المسافات البعيدة، لذا فإن أغلبها تتحول إلى طائرات انتحارية وبمهمة واحدة دون عودة.

هذه القدرات المحدودة لطيران الحوثي المسير يجعل منه عديم الفائدة لاستهداف أي هدف عسكري داخل العمق السعودي أو الإماراتي، وهو ما يُفسر لجوء جماعة الحوثي إلى استهداف منشآت مدنية لإحداث أضرار معنوية أو مالية أكثر منها تدميرية.

ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح بتتبع الهجمات الأخيرة لمليشيات الحوثي منذ بداية العام الحالي والتي استهدفت دولة الإمارات والسعودية بسلاح الطيران المُسير.

حيث تركزت هذه الهجمات على استهداف منشآت نفطية وخاصة خزانات النفط لسهولة استهدافها وإضرام النيران فيها لإحداث أكبر قدر من الضرر؛ كمحاولة تهديد لقطاع حيوي ومؤثر بالنسبة للإمارات والسعودية.

كما أن بعض الهجمات استهدفت مطارات مدنية بهدف تعطيل الحركة الملاحية ولو لدقائق محدودة لصنع انتصار معنوي؛ حيث تدرك الجماعة بأنه لا قدرة لهذا السلاح في استهداف أي مطار أو قاعدة عسكرية.

ورغم ذلك فلا تزال جماعة الحوثي مستمرة في استخدامها للطيران المُسير والتضخيم من إنجازاته رغم استهدافه لمنشآت المدنية؛ ولذلك لإدراكها بالصعوبة التي تواجهها السعودية والإمارات، بل ودول العالم بما فيها أمريكا وروسيا في جانب التصدي للطائرات المسيرة وخاصة صغيرة الحجم منها، ولا تزال أنظمة الدفاع الجوي للتصدي لها قيد التطوير.

فأنظمة الدفاع الجوية الحالية وعلى رأسها الباتريوت صُممت لاعتراض الأجسام الكبيرة كالصواريخ والطائرات، ويصعب عليها رصد الأجسام الصغيرة كالطائرات المسيرة، كما أن رصدها عبر هذه المنظومات يعد مكلفاً للغاية، فقيمة الصاروخ الاعتراضي في منظومة الباتريوت يصل إلى مليون دولار في حين أن قيمة طائرات الحوثي المسيرة لا تتعدى الـ10 آلاف دولار.

[عين الجنوب]

فيديو