زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى روسيا.. حضور سياسي جنوبي في قلب القرار الدولي

دراسات وتحليلات - منذ 4 ساعات

عدن | عين الجنوب | خاص .

تمثل زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة الروسية موسكو، واحدة من أهم المحطات في مسار التحرك الدبلوماسي الجنوبي خلال السنوات الأخيرة.
تأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي ودولي معقد، وتسعى إلى تثبيت حضور الجنوب كشريك فاعل في معادلة السلام والاستقرار، وكممثل سياسي يمتلك رؤية واقعية لإدارة الملفات الداخلية والخارجية.

أولاً: الدلالات السياسية للزيارة

تعكس زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو نضجاً سياسياً واضحا في أداء المجلس الانتقالي الجنوبي، وتؤكد أن الجنوب بات طرفًا لا يمكن تجاوزه في أي مباحثات أو تسويات سياسية قادمة تتعلق بمستقبل اليمن والمنطقة ككل. 
هذه الزيارة تعد انتصارا للدبلوماسية الجنوبية التي نجحت في الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الفعل والتأثير.

ثانياً : موسكو بوابة الجنوب نحو التوازن الدولي

تأتي روسيا في موقع محوري ضمن النظام الدولي، وتحظى بعلاقات متشابكة مع مختلف القوى الفاعلة.
زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو تمثل تحولا استراتيجيا في توجهات الجنوب الخارجية، بما يعزز مبدأ التوازن في العلاقات الدولية . 

ثالثاً : تعزيز التعاون السياسي والأمني

اللقاءات التي عقدها الرئيس الزُبيدي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وكبار المسؤولين الروس تناولت ملفات الأمن، ومكافحة الإرهاب، وحرية الملاحة في البحر العربي والبحر الأحمر، وهي قضايا ذات أولوية لدى روسيا والمجتمع الدولي، ما يجعل من الجنوب شريكًا موضوعياً في حفظ الأمن الإقليمي.

رابعاً : الجنوب في معادلة السلام الإقليمي. 

أكد الرئيس الزُبيدي خلال اللقاءات أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه دون معالجة قضية شعب الجنوب بواقعية، واحترام، وبهذا الطرح، يضع المجلس الانتقالي نفسه ضمن القوى الساعية إلى بناء سلام دائم قائم على العدالة والتوازن.

خامساً: إعادة الحضور الدولي للجنوب. 

بعد سنوات من التهميش والإقصاء، تعيد هذه الزيارة الجنوب إلى واجهة المشهد الدولي، وتؤكد أن الحضور الدبلوماسي الجنوبي لم يعد هامشياً بل بات جزءاً من الحوار الدولي حول مستقبل المنطقة.

سادساً : نحو انفتاح أوسع في العلاقات الدولية .

تشير المؤشرات إلى أن زيارة موسكو ستكون بداية لسلسلة زيارات إلى عواصم أخرى مثل بكين، في إطار توجه استراتيجي لبناء شبكة علاقات متوازنة تعزز موقع الجنوب في الخارطة السياسية العالمية.

سابعاً : رسالة ثقة ومسؤولية .

تحمل زيارة الرئيس الزُبيدي رسالة واضحة للداخل والخارج مفادها أن القيادة الجنوبية تتحرك بثقة، وأنها تمتلك رؤية سياسية متماسكة تؤهلها لأن تكون طرفا مسؤولاً وشريكاً في صنع القرار الدولي.

الخاتمة:

إن زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي إلى روسيا تمثل نقطة تحول نوعية في مسار الدبلوماسية الجنوبية، وتؤسس لمرحلة جديدة من الحضور السياسي الجنوبي في الساحة الدولية.
هي زيارة تتجاوز الطابع البروتوكولي لتصبح خطوة استراتيجية نحو ترسيخ الجنوب كقوة سياسية فاعلة، تمتلك الشرعية، والرؤية، والقدرة على المساهمة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار الإقليمي.

فيديو