المهرة.. بوابة الجنوب الشرقية بين صراع الأجندات وعمليات تهريب المخدرات

الجنوب - منذ 13 ساعة

المهرة، عين الجنوب | خاص    

تُعد محافظة المهرة البوابة الشرقية للجنوب وعمقه الاستراتيجي، وقد كانت ولا تزال واحدة من محافظات الجنوب الست، حيث حظيت برعاية دولة الجنوب سابقًا، وتمتّعت بحقوقها أسوة ببقية المحافظات الجنوبية رغم شُح الإمكانات في تلك الفترة، فاندَمجت ضمن النسيج المجتمعي الجنوبي بصورة طبيعية ومستقرة.

إلا أنّ الوضع تغيّر بعد الوحدة، إذ عانت المهرة من الإهمال والعزلة التامة، الأمر الذي أدى إلى بروز التكتلات القبلية والصراعات المحلية التي غذّتها سلطة الاحتلال، رغم أن المهرة تحتل مركزًا حيويًا مهمًا بامتلاكها ميناء نشطون الذي كان يؤدي دوره بكفاءة عالية ويرفد خزينة الدولة بمبالغ طائلة، إلى جانب مؤسسات الدولة الجنوبية من موانئ ومطارات ووزارات، والتي تم تدميرها لاحقًا بصورة ممنهجة.

ولم تكتفِ سلطة الاحتلال بتهميش المحافظة، بل عملت على خلق صراعات قبلية وحزبية مُسيطَر عليها، انشغل المواطن المهري بسببها في تحديد الولاءات والانتماءات بدلًا من التفرغ للتنمية وبناء الإنسان، مما ضاعف معاناة أبناء المهرة. ولا تزال آثار تلك المرحلة جاثمة على المحافظة حتى اليوم، حيث تستمر القوى الشمالية في تغذية الخلافات القبلية والحزبية، مستخدمة المهرة كمركز لأجندتها وأداة نفوذٍ سياسي وأمني.

ومع استمرار هذه السياسات، تحوّلت المهرة إلى مركز لعمليات تهريب المخدرات نحو الجنوب، بالتوازي مع تغذية الصراع القبلي لتعطيل أي عملية استقرار. وفي المقابل يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي على تأمين المحافظة وتفكيك تعقيداتها الاجتماعية والحفاظ على هويتها الجنوبية واستعادتها إلى الحضن الجنوبي، في مواجهة مخططات تسعى لتحويلها إلى وكر للتهريب والفوضى.

وتبرز أهمية المهرة باعتبارها بوابة الجنوب الشرقية وامتداده الاستراتيجي، وهو ما يجعل من المستحيل فصلها عن نسيج الجنوب أو تركها خارج سياقه المجتمعي والسياسي. فالمهرة هي جزء لا يتجزأ من الهوية الجنوبية، ولا يمكن أن يكتمل مشروع الدولة الجنوبية دونها.

وتتواصل الدعوات الشعبية داخل المحافظة للمطالبة برحيل القوات الشمالية وألويتها العسكرية الجاثمة في المهرة، تمهيدًا لعودة المحافظة إلى ممارسة دورها الطبيعي ضمن محيطها الجنوبي المتجانس. فهي الرئة التي يتنفس منها الجنوب، ومن غير الممكن التفريط بها أو التنازل عن هويتها الأصيلة.

وستظل المهرة قلب الجنوب الشرقي وحصنه الاجتماعي، حتى استعادة الحق الجنوبي كاملًا غير منقوص على ترابه الوطني وتاريخه وهويته.

فيديو