الإخوان.. مشروع فوضى متجدد يتمدد نحو المغرب العربي وملاحقات قانونية تطال رموزه

تقارير - منذ 7 ساعات

عدن|| عين الجنوب ||خاص:

منذ اندلاع أحداث ما عُرف بـ"الربيع العربي"، ظلّت أصابع الاتهام تتجه نحو جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها القوة الأكثر دفعًا نحو الفوضى في المنطقة العربية، عبر دعوات مشبوهة حملت معها مشاريع خارجية تستهدف تمزيق الأوطان وتحويلها إلى ساحات صراع وتفكك. وبرغم حالة الاستقرار النسبي التي كانت تعيشها الشعوب العربية قبل ذلك الزمن، من توفر الكهرباء والمياه والرواتب والخدمات الأساسية، إلا أن المشهد تغيّر جذريًا في الدول التي اخترقها هذا “الربيع”، فتحولت إلى ساحات انقسام وجوع وانعدام أمن، واضطر كثيرون إلى مغادرة أوطانهم أو العيش في خيام وكهوف على مساعدات الإغاثة الدولية. وفي اليمن مثلًا، يعيش اليوم ما يقارب 85% من السكان تحت خط الفقر، وهو رقم يكشف حجم الكارثة.

ورغم هذا الواقع القاسي، لم تُظهر الجماعة أي مراجعة ذاتية لنتائج مشروعها، بل عادت اليوم لتستهدف دول المغرب العربي، وخاصة المغرب والجزائر، وهما بلدان يعيشان حالة استقرار سياسي واقتصادي لا تزال قابلة للتحسين والإصلاح الداخلي. ففي المغرب، أعلن الملك محمد السادس عن إصلاحات واسعة في نظام الحكم، وفي الجزائر شهدت البلاد تغييرات كبيرة على مستوى الرئاسة والمؤسسات، انعكست على شكل تجديد سياسي وإداري. ومع ذلك تروج الجماعة لدعوات احتجاج وفوضى، الأمر الذي يطرح سؤالًا واضحًا: ماذا تريد من دول مستقرة؟ وما الهدف من محاولة دفع شعوب أخرى إلى الجوع والفوضى كما حدث في دول الربيع السابقة؟

ولم تقف تحركات الإخوان عند حدود التحريض الإعلامي، بل وصلت إلى مستوى قانوني ودولي مثير للجدل، حيث تقدم “نادي المحامين بالمغرب” بمذكرة جنائية رسمية إلى النيابة العامة التركية ضد الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، متهمًا إياها بالتحريض على الإرهاب والعنف والإساءة لمؤسسات الدولة المغربية. واستند النادي في شكواه إلى مواد قانونية تركية تجرّم خطاب الكراهية والدعوة للعنف والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية أو دعمها.

واعتبر مقدمو الشكوى أن تغريدات وتصريحات كرمان تعدّ تحريضًا مباشرًا على الثورة، وتشجيعًا على التخريب والفوضى، إضافة إلى إساءة علنية لرئيس دولة أجنبية وإهانة مؤسسات سيادية. وطالب نادي المحامين بشكل رسمي بفتح تحقيق، واستدعائها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها.

ويطرح هذا التطور سؤالًا أكثر مرارة: بعد أن ساهمت هذه الناشطة في تأجيج الفوضى التي عصفت ببلدها اليمن وأوصلته إلى مجاعة وحروب وانقسامات وتدخلات أجنبية، ما الذي تريده اليوم من المغرب والجزائر؟ ولماذا تعيد إنتاج سيناريو الخراب الذي دمّر شعوبًا كانت تعيش بسلام؟

لقد أثبتت التجارب المريرة أن دعوات الفوضى – مهما زُوّقت بشعارات الحرية – لا تنتج سوى الحروب الطائفية، التدخلات الإقليمية، وتفكك الدولة. وهو درس مكلف دفعته سوريا وليبيا واليمن وغيرها. ولهذا تأتي هذه التحذيرات كرسالة واضحة لشعوب المغرب العربي: لا تنجرّوا خلف شعارات براقة تُدار من غرف مظلمة وبأهداف ليست وطنية. فالمؤامرة هذه المرة تحاول استغلال الاستقرار القائم لإعادة تدوير فوضى قديمة بثوب جديد.

المنطقة العربية لم تعد تحتمل مغامرات أخرى، وشعوبها لم تعد تطيق تجربه جديدة من الجوع والتشريد. وما حدث سابقًا كافٍ كي لا تُعاد النسخة ذاتها في دول أبت أن تكون ضحية جديدة.

فيديو