الإمارات.. عطاء وسخاء يقابله نكران وتآمر إخواني

تقارير - منذ 3 ساعات

عين الجنوب || خاص:
لم تتوقف حملات جماعة الإخوان المسلمين الإعلامية الموجّهة نحو دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية، رغم أن الإمارات تُعد واحدة من أكثر الدول العربية استقرارًا وانفتاحًا، وتمتاز بعلاقات دبلوماسية متوازنة مع مختلف دول العالم، وتتبنى نهج الوسطية ونبذ العنف، وتحارب التطرف والإرهاب بكافة أشكاله. وقد لعبت دورًا بارزًا في دعم دول عربية عديدة والمساهمة في حلّ قضايا إقليمية ودولية، في وقت تتراجع فيه مواقف دول أخرى.

ومع ذلك تواصل الجماعة استهداف الإمارات، دولة لا تحمل عداءً لأي طرف. وتكمن الإجابة في طبيعة الإخوان ذاتها؛ فهذه الحركة ذات تاريخ طويل في العمل التدميري داخل الإقليم العربي، وتعادي كل مظاهر الاستقرار والتنمية في المنطقة. ففي اليمن كان لإخوانها دور بارز في تعميق الفوضى بعد أن كانت دولة قابلة للاستقرار، كما شاركوا في تدمير سوريا وليبيا، ويواصلون استهداف مصر كركيزة أساسية للأمن القومي العربي، إضافة إلى محاولات العبث في المغرب والجزائر.

وقد أثبتت الإمارات حضورًا عربيًا مؤثرًا وتمكنت من بناء نهضة اقتصادية وعمرانية غير مسبوقة، ورسّخت حالة فريدة من الاستقرار السياسي والاجتماعي. هذا النجاح لم يَرُق للجماعة التي لا يهنأ لها بال أمام أي تجربة عربية ناجحة.

ما يثير الدهشة هو أن الإمارات احتضنت الإخوان لعقود طويلة، ففتحت لهم أبواب المساجد والمؤسسات والمراكز الدعوية والفكرية، وسمحت لهم بالظهور الإعلامي بحرية، ومارَس بعضهم النشاط السياسي وشاركوا في الانتخابات، وامتلكوا استثمارات ضخمة في دبي وغيرها. كما دعمت الإمارات مصر في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي بملياري دولار، في خطوة عكست رغبتها في حفظ استقرار الدولة العربية الأكبر.

إلا أن الجماعة قابلت هذا السخاء بالجحود، وبدأت شبكاتها في التآمر على الإمارات، وبلغت تلك المحاولات ذروتها في الثالث من يوليو عام 2013 عندما حاولت تنفيذ انقلاب فاشل. كما أنشأت تنظيمات إرهابية على الأراضي الإماراتية، من بينها “تنظيم الإصلاح”، المصنّف امتدادًا للجماعة.

ووفقًا للسلطات الإماراتية، فقد تورّط الإخوان في تمويل جماعات إرهابية إقليمية مثل القاعدة وداعش، إلى جانب نشر أفكار متطرفة وتحريض الشباب على العنف والانضمام للتنظيمات الإرهابية. وبناءً على ذلك اتخذت الإمارات إجراءات صارمة تمثلت في حظر الجماعة ومصادرة أصولها وممتلكاتها واعتقال المتورطين من أعضائها وإغلاق مراكزها. كما دعمت أبوظبي الثورات المضادة في مصر وليبيا وسوريا لمواجهة تمدد الأذرع الإخوانية والميلشياوية.

هذه الإجراءات جاءت في سياق حماية الأمن القومي الإماراتي والعربي، وإحباط أي محاولات لزعزعة استقرار المنطقة. فرغم الشعارات الدينية التي ترفعها الجماعة، إلا أنها –وفقًا لاتهامات رسمية عربية ودولية– تتورط في أجندات خارجية تستهدف تفكيك الدول وإضعاف جيوشها وتغذية الانقسام الطائفي وإغراق المجتمعات في الفوضى، بما يفتح الباب للتدخل الأجنبي والمزيد من النزيف الداخلي.

اليوم، جعلت الجماعة من الإمارات خصمًا في دعايتها السوداء، واتخذت من الإساءة والتخوين ستارًا لتغطية نشاطاتها المشبوهة، في محاولة لضرب أي نموذج عربي ناجح. ومن خلال الضخّ الإعلامي والمعلومات المضللة، تسعى لتشويه صورة الدولة التي احتضنتها يومًا ومنحت أفرادها حرية العبادة والحركة والتعبير.

إن التحدي الذي يمثله تنظيم الإخوان للمشهد العربي لم يعد فكريًا فقط، بل أمنياً وسيادياً، بعد أن تسبّب في تفكّك دول كبرى وتحويل أخرى إلى ساحات صراع. ولذلك، باتت بعض الحكومات العربية –ومن بينها الإمارات– أكثر حزمًا في مواجهة هذا الخطر، حفاظًا على السلم الأهلي واستقرار المنطقة.

ويبقى السؤال: إلى متى تستمر الجماعة في محاولاتها لتدمير ما تبقى من استقرار عربي؟ وأي مستقبل يمكن أن ينتظره وطن تمزقه الشعارات الحزبية والمصالح الضيقة؟

الإجابة تتوقف على قدرة الدول العربية على تعزيز وحدتها، وإغلاق أبواب الفوضى، ومواصلة تجفيف منابع التطرف قبل أن تتسع الدائرة من جديد.

فيديو