عدن تتألق بمؤتمر الطاقة.. دلالات الإنجاز وإشراقة المستقبل المستدام للجنوب

تقارير - منذ 9 ساعات

عين الجنوب|| خاص:
شهدت العاصمة عدن انعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة المستدامة، وهو حدثٌ استثنائي يتجاوز كونه مجرد لقاء فني إلى كونه إعلانًا سياسيًا واقتصاديًا مدويًا يؤكد عودة عدن إلى صدارة المشهد كمركز للقرار وقاطرة للتنمية في الجنوب. هذا المؤتمر، الذي جمع نخبة من الخبراء والمسؤولين الإقليميين والدوليين، لم يأتِ من فراغ، بل هو تتويج لجهود حثيثة وقيادة استراتيجية واضحة تهدف إلى وضع حلول جذرية لأزمة الكهرباء الخانقة. إن هذا التحول النوعي في قطاع الطاقة، بدءًا من تدشين مشاريع الطاقة الشمسية العملاقة وصولاً إلى احتضان هذا المؤتمر، يُحسب مباشرة للجهود الدؤوبة التي بذلها ويبذلها الأخ الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. لقد كانت متابعته الحثيثة للمشاريع الاستراتيجية هي القوة الدافعة وراء توقيع اتفاقيات توسعة محطة عدن للطاقة الشمسية، التي ستبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 240 ميجاوات بتمويل سخي من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. إن إصرار الرئيس الزبيدي على تحويل معاناة المواطنين من انقطاعات التيار إلى خطط عمل مستدامة، يؤكد أن القيادة تضع ملف الطاقة كأولوية قصوى، معتمدة على مبدأ الشراكة الاستراتيجية والتحول نحو المصادر النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. هذه الرؤية الاستباقية هي ما مهد الطريق لاستضافة عدن لهذا المحفل الهام وضمان نتائجه المثمرة. وقد جاء المؤتمر ليعلن عن دعم إماراتي جديد وكبير بقيمة مليار دولار، سيُخصص لمشاريع استراتيجية في عدن وبقية محافظات الجنوب، يأتي قطاع الطاقة على رأسها. هذا الإعلان الهام ليس مجرد دعم مالي، بل هو شهادة ثقة في الاستقرار المتزايد الذي تشهده العاصمة، بفضل جهود تثبيت الأمن وإعادة بناء المؤسسات التي تقودها القيادة الجنوبية. إن المشاريع المطروحة للنقاش والتنفيذ، مثل "مصفوفة عدن للرياح" ومراحل التوسع لمحطة الطاقة الشمسية، ستمثل نقطة تحول حقيقية، إذ إنها لا تكتفي فقط بتوفير الكهرباء، بل تسهم في تعزيز الاستقلال عبر تقليل الاعتماد على الوقود المستورد، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحقيق بيئة نظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية، كما أنها تمثل رسالة استقرار تؤكد على قدرة عدن على استضافة الفعاليات الكبرى وقيادة الإصلاحات الهيكلية لمنظومة الكهرباء المعقدة. يمثل انعقاد المؤتمر في عدن دلالة تاريخية على أن الجنوب يتجه بخطوات ثابتة نحو استعادة عافيته ودوره الريادي. ففي ظل القيادة التي تتبنى رؤية استراتيجية واضحة، تتحول التحديات إلى فرص، وتعود العاصمة عدن لتصبح منارة للتنمية والإصلاح. هذا الإنجاز هو خطوة محورية نحو رؤية وطنية شاملة لإصلاح قطاع الطاقة، ويؤكد أن مستقبل الكهرباء في الجنوب سيكون مستداماً ومشرقاً، وهو ما يستحقه أبناء الجنوب الذين طالما عانوا في العقود الماضية.

فيديو