الدعم الإماراتي لقطاع الطاقة : نهضة تاريخية تنتشل الجنوب من العتمة

تقارير - منذ 8 ساعات

عين الجنوب|| خاص:
لم يعد الدور الإماراتي في الجنوب يقتصر على صفحات التاريخ العسكري، بل تحول إلى شريان حياة يضخ مقومات البقاء والنهوض في شرايين المحافظات المحررة، ليرسم فصلاً جديداً من الشراكة الاستراتيجية التي تتجاوز الإغاثة الإنسانية إلى التمكين التنموي الشامل. وتأتي الوديعة المالية الضخمة التي قُدرت بمليار دولار، بالإضافة إلى حزم المساعدات التنموية السابقة التي تجاوزت مليارات الدراهم، لتؤكد التزام أبوظبي الثابت بتحويل الجنوب من منطقة نزاع إلى قاطرة استقرار اقتصادي وسياسي. هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدات نقدية عابرة، بل خُطط له بعناية ليشمل كل مفاصل الحياة، من الطاقة المتهالكة إلى الأمن المفقود، مروراً بالبنية التحتية الأساسية.
في المجال الاقتصادي والتنموي، كانت بصمات الإمارات الأكثر وضوحاً وحيوية. فبعد عقود من الاعتماد على الوقود التقليدي المُنهك للميزانية، تحولت استراتيجية الدعم إلى مشاريع مستدامة، كان أبرزها محطات الطاقة الشمسية العملاقة في عدن وشبوة، التي وعدت بتوفير مئات الميغاواط من الكهرباء النظيفة، مما يقلص ساعات الانقطاع الطويلة ويوفر عشرات الملايين من الدولارات شهرياً من فاتورة استيراد الديزل. هذا التوجه نحو الطاقة المتجددة ليس دعماً بيئياً فحسب، بل هو العمود الفقري لإعادة إحياء المصانع ودورات الحياة اليومية. كما امتدت الجهود التنموية لإعادة تأهيل مطارات رئيسية وموانئ حيوية، وتعبيد طرق استراتيجية، كطريق الكدحة، مما يسهل حركة التجارة ويفتح آفاقاً جديدة للتواصل بين المحافظات. إنها استثمارات تهدف إلى تثبيت أساس دولة قادرة على الوقوف على قدميها مجدداً.
على صعيد الأمن والاستقرار، لم يكن الدعم أقل أهمية؛ فبناء المؤسسات الأمنية يُعد شرطاً أساسياً لتحقيق أي تقدم تنموي. وقد اضطلعت الإمارات بدور محوري في تنظيم وتدريب وتجهيز القوات المحلية، من قوات الحزام الأمني إلى الشرطة، مما أدى إلى نجاحات متتالية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف في محافظات مثل أبين وحضرموت، ونجحت هذه القوات في فرض سلطة القانون وبسط الأمن في المدن التي كانت تعيش حالة من الفوضى. هذا الجهد الأمني المدعوم بالكامل من أبوظبي أرسى قاعدة صلبة تمكن الحكومة الشرعية، والمجلس الرئاسي تحديداً، من العمل من العاصمة عدن بأقل قدر من التهديدات.
كما وصلت أيادي العون الإماراتية إلى القطاعات الاجتماعية والإنسانية بشكل عميق ومستمر. فإلى جانب برامج الإغاثة المباشرة التي لم تتوقف، ارتكزت المشاريع على البنية الاجتماعية كإنشاء سد حسان الاستراتيجي في أبين لضمان الأمن المائي، وتأهيل المتنزهات العامة والحدائق لتعزيز جودة الحياة، وتشييد المراكز الطبية والمستشفيات الميدانية. لقد كان الهدف دوماً هو تلبية احتياجات المواطن الجنوبي الأساسية، من الماء والدواء إلى التعليم، والمساهمة في تفريج كرب الغارمين والمُعسرين، مما يعكس نهجاً إنسانياً متكاملاً لا يترك مجالاً للحاجة. إن الدعم الإماراتي للجنوب هو في جوهره استثمار طويل الأمد في الاستقرار الإقليمي، حيث تدرك أبوظبي أن بناء جنوب قوي ومزدهر هو الضمانة الحقيقية لأمن المنطقة بأسرها

فيديو