قبائل وشعب الجنوب تحتفي بالنصر وتطالب بإعلان الدولة الجنوبية المستقلة

تقارير - منذ 46 دقيقة

خاص|| عين الجنوب:
في لحظةٍ تتقاطع فيها المشاعر بين الفخر والانتصار وتوق التاريخ، خرجت قبائل الجنوب وشعبه إلى الساحات والميادين احتفاءً بما تحقق من إنجازات ميدانية وسياسية غير مسبوقة. لم تكن الاحتفالات مجرد مظاهر فرح عابرة، بل كانت تعبيرًا صريحًا عن إرادة جماعية راسخة، باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى إعلان الدولة الجنوبية المستقلة التي ناضلت من أجلها أجيال متعاقبة.

تدفقت الجماهير من كل المحافظات، من المهرة وسقطرى شرقاً إلى لحج والضالع غرباً، حاملة أعلام الجنوب وشعارات التحرر، في مشهد كشف عن حالة وعي واصطفاف قلّ نظيرهما. القبائل الجنوبية، التي لطالما كانت صمام أمانٍ اجتماعي وثقافي، أعلنت موقفها بوضوح: الجنوب قد استعاد قراره، وأن مرحلة ما بعد النصر يجب أن تُبنى على أسس دولة مستقلة ذات سيادة كاملة.

وتشير التصريحات المتتالية من المشايخ والشخصيات الاجتماعية إلى أن اللحظة الراهنة ليست مساحة للاحتفاء فقط، بل نافذة تاريخية يجب اغتنامها قبل أن تتداخل الحسابات الإقليمية أو تعود مشاريع القوى التقليدية للتأثير على المسار الجنوبي. فالمكاسب التي انتزعها الجنوبيون في الميدان، من تأمين المحافظات إلى بناء مؤسسات أمنية متماسكة، لم تعد إنجازات قابلة للتراجع، بل أسساً جاهزة لبناء دولة قادرة على النهوض بإرادة شعبها.

تزايد الزخم الشعبي المطالب بإعلان الدولة يعكس إدراكًا عامًا بأن الواقع تغيّر جذرياً، وأن الجنوب لم يعد ذلك الجنوب الذي يمكن الالتفاف على إرادته أو فرض واقع لا يريده. ومع تصاعد الأصوات المؤيدة للاستقلال الثاني، يتجلى أن الشعب وقبائله يقفون اليوم على أرضية صلبة، يطالبون بحق تاريخي طال انتظاره، ويضعون القيادة أمام مسؤولية تاريخية تتمثل في تحويل لحظة النصر إلى إعلان رسمي لقيام الدولة.

وتبقى الرسالة الأبرز التي حملتها هذه الاحتفالات أن الجنوب اليوم مُوحّد أكثر من أي وقت، وأن كل محاولات كسر إرادته قد ذهبت أدراج الرياح. فشعبٌ يحتفل بانتصاره على أرضه، ويحمي حدوده، ويوحّد صفوفه، هو شعبٌ مؤهل لصناعة دولته، وانتزاع اعتراف العالم بها.

فيديو