التالى السابق

الغارديان: اتصالات غربية مع الزبيدي وسط تغيّر خارطة النفوذ في الجنوب

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب|| خاص:

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا موسعًا تناولت فيه التطورات المتسارعة في الجنوب مؤكدة أنّ التحولات التي أحدثها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام الماضية دفعت عدداً من العواصم الغربية إلى فتح قنوات اتصال مباشرة مع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في محاولة لفهم توجهاته وخياراته المقبلة في ظل واقع سياسي وعسكري يعاد تشكيله على الأرض.

وبحسب الصحيفة، فقد أجرى دبلوماسيون غربيون اتصالات هاتفية خلال الأسبوع الماضي مع الزبيدي، هدفت إلى تقييم رؤيته للمرحلة المقبلة بعد التقدم الميداني الواسع الذي حققه المجلس الانتقالي، وسيطرته على كامل المحافظات الجنوبية التي شكّلت حدود دولة الجنوب قبل عام 1990. وتشير الصحيفة إلى أنّ هذه الاتصالات تعكس قناعة غربية بأن الجنوب بات يمثّل مركز الثقل الجديد في معادلة اليمن.

وتضيف الغارديان أن المجلس الانتقالي يدرس تقديم صيغة "وضع حماية خاص" للمناطق غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين في تعز ومأرب، بما يشمل ترتيبات تهدف إلى منع سقوط هذه المناطق في يد الحوثي، وخلق مظلة أمنية داعمة للقوى المحلية المناهضة للجماعة. وترى الصحيفة أن هذا الطرح يشكّل توسعًا في نطاق الدور السياسي والأمني للمجلس، ويكشف عن مقاربة جنوبية أوسع من حدود الجغرافيا التقليدية.

ويشير التقرير إلى أن الانتقالي أصبح اليوم يمسك بزمام السيطرة الكاملة على المحافظات الثماني التي كانت تشكل حدود الجنوب التاريخي، وهو تطور تعتبره الغارديان تحولًا جوهريًا في ميزان القوى داخل اليمن، بما قد ينعكس على شكل العملية السياسية المقبلة وعلى طبيعة الحل النهائي للصراع.

وفي السياق الإقليمي، لفتت الصحيفة إلى أن سلطنة عُمان أعادت فتح حدودها مع اليمن بعد إغلاق مؤقت في بداية الأحداث الأخيرة، معتبرة أن هذه الخطوة تعكس رغبة مسقط في الحفاظ على خطوط تواصل آمنة وفعّالة مع مختلف الأطراف، خصوصًا في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.

ويضع تقرير الغارديان هذه المستجدات في إطار مشهد دولي وإقليمي متحوّل، حيث يتزايد اهتمام العواصم المؤثرة بما يجري في الجنوب، وبما يحمله من تداعيات على مستقبل الدولة الجنوبيه واليمن عموما ومسار الحرب، وموازين القوى في المنطقة. وترى الصحيفة أن الأحداث الأخيرة قد تؤسس لمرحلة جديدة تتشكل ملامحها الآن بهدوء، لكنها قد تقود إلى تحولات كبرى في بنية الصراع في اليمن ومساراته القادمة.