عارين.. حين سقط الإرهاب وانكشف خطاب التحريض

تقارير - منذ 10 ساعات

عين الجنوب || خاص   

شهدت منطقة عارين بمحافظة شبوة واحدة من أخطر المحاولات الإرهابية التي استهدفت القوات الجنوبيه واقلاق أمن المواطنين واستقرار المنطقة، في عمل إجرامي جبان سعت من خلاله عناصر متطرفة إلى إحداث فوضى دموية لبث الرعب بين السكان، مستغلة طبيعة المكان وتوقيت التنفيذ، إلا أن يقظة القوات الجنوبية وجاهزيتها العالية أفشلت المخطط سريعًا، وحولت المشهد من فاجعة مفتوحة إلى رسالة حاسمة بأن الإرهاب لا مكان له في شبوة ولا في الجنوب عمومًا.

وبحسب المعطيات الميدانية، فقد أقدمت عناصر إرهابية على تنفيذ هجوم آثم استهدف أمن المنطقة، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين قتيل وجريح، في محاولة يائسة للانتقام من حالة الاستقرار الأمني التي تشهدها شبوة منذ فترة. غير أن الرد جاء سريعًا وحازمًا، حيث تحركت القوات الجنوبية على الفور، وطوقت موقع الحادث، وفرضت طوقًا أمنيًا محكمًا، وبدأت عمليات تمشيط وتعقب دقيقة، عكست مستوى الجاهزية والانضباط والاحتراف الذي وصلت إليه هذه القوات في مواجهة مثل هذه التهديدات.

وخلال وقت قياسي، تمكنت القوات الجنوبية من احتواء العملية بالكامل، ومنع امتدادها أو تحولها إلى سيناريو أكثر دموية، لتؤكد مرة أخرى أن المعركة مع الإرهاب لم تعد تُدار بردود أفعال متأخرة، بل بعقلية استباقية وحضور ميداني فعّال، أساسه حماية المدنيين وتجفيف منابع الخطر قبل استفحاله. كما أسهم التعاون المجتمعي والبلاغات السريعة من المواطنين في تسهيل مهمة القوات، في مشهد يعكس تنامي الوعي الشعبي بخطورة هذه الجماعات وضرورة الاصطفاف إلى جانب الأمن.

وفي مقابل هذا الموقف الوطني المسؤول، برز وجه آخر لا يقل خطورة عن الفعل الإرهابي ذاته، تمثل في الخطاب التحريضي الذي تبنته بعض وسائل الإعلام المحسوبة على تيار الإخوان، والتي سارعت إلى تزييف الوقائع، ومحاولة قلب الحقائق، وتبرير الجريمة أو توظيفها سياسيًا، عبر خطاب ملوث يهدف إلى ضرب الثقة بالقوات الجنوبية، وتبرئة الإرهاب، وإشعال الفتنة، في سلوك يكشف حجم التورط الأخلاقي والإعلامي في تغذية العنف والفوضى.

هذا الإعلام التحريضي لم يكتفِ بالصمت بل عمل على سفك دماء الأبرياء، بل مضى في حملات تضليل ممنهجة، كماكينه تصنع الارهاب وتحرض على استهداف القوات الجنوبيه في استنساخ مفضوح لخطاب طالما رافق الجماعات المتطرفة في كل مراحلها، ما يجعل من هذه المنصات شريكًا معنويًا في الجريمة، ومسؤولًا عن التحريض المباشر وغير المباشر على استهداف الأمن والاستقرار.

إن ما جرى في عارين لم يكن مجرد حادث أمني عابر، بل محطة كاشفة أكدت أن الإرهاب لا يعمل بمعزل عن بيئة حاضنة وخطاب إعلامي ملوث، وأن المواجهة الحقيقية لا تقتصر على البندقية في الميدان، بل تشمل أيضًا فضح أدوات التحريض والتضليل، وتجفيف منابع الدعم الفكري والسياسي والإعلامي للجماعات المتطرفة.

ورغم الألم الذي خلفته الجريمة، إلا أن شبوة خرجت من هذا الامتحان أكثر تماسكًا، وأثبتت أن القوات الجنوبية هي صمام الأمان، وأن مشروع الأمن والاستقرار بات حقيقة راسخة لا يمكن كسرها بعمليات يائسة أو حملات تحريض مأجورة. لقد سقط الإرهاب في عارين، وانكشف معه خطاب الكراهية، وبقيت الحقيقة واضحة: الجنوب ماضٍ في تثبيت أمنه، ولن يسمح بعودة الفوضى مهما تعددت الوجوه وتبدلت الأدوات.

فيديو