تلاعب بالدين وتوظيف سياسي للفتوى.. رفض جنوبي واسع لخطاب الإخوان

السياسة - منذ 3 ساعات

عين الجنوب| خاص   

أثارت محاولات جماعة الإخوان المسلمين إعادة توظيف الخطاب الديني والفتاوى الشرعية في الصراع السياسي ضد الجنوب موجة استنكار وغضب واسعة في الأوساط الجنوبية، لما تحمله من استدعاء لخطاب التحريض الديني الذي سبق استخدامه خلال حرب صيف 1994م.

وعقب التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية، وما تبعها من بسط القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها الأمنية، صعّدت قيادات إخوانية هجومها الإعلامي والسياسي ضد المجلس ومشروع استعادة الدولة الجنوبية، عبر محاولة إضفاء صبغة دينية على الخلاف السياسي، واعتبار المطالبة بحق تقرير المصير خروجًا عن “ثوابت الدين الإسلامي”.

وفي هذا السياق، نشر البرلماني والقيادي في حزب الإصلاح عبدالله أحمد العديني سلسلة منشورات على حسابه في منصة “فيسبوك”، هاجم فيها انتشار القوات الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، واعتبر الدعوات المطالِبة باستعادة الدولة الجنوبية مخالفة للشريعة، مدعيًا أن “الوحدة فريضة دينية”.

ورغم الانتقادات الواسعة التي وُجّهت إليه من ناشطين ومتابعين، عاد العديني للتأكيد على موقفه، وأعاد نشر فتاوى وآراء لعدد من الخطباء والمشايخ المحسوبين على جماعة الإخوان، في محاولة لربط القضايا السياسية بمفاهيم عقدية ودينية، وهو ما أثار مخاوف من إعادة إنتاج خطاب التكفير والتحريض.

وقد قوبلت هذه التصريحات بحالة غضب واسعة في الشارع الجنوبي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن ما يجري يمثل عودة خطيرة لاستخدام “سلاح الفتوى” لتبرير الإقصاء والعنف السياسي، كما حدث في حرب 1994م.

وامتد الرفض إلى أوساط دينية معتدلة، حيث وصف الداعية الإسلامي البارز علي الجفري محاولة تحويل الخلاف السياسي حول خيارات الوحدة أو الاستقلال في جنوب اليمن إلى قضية دينية شرعية بأنها “تلاعب بالدين وكذب على الله”.

وأوضح الجفري، في منشور له على منصة “إكس”، أن صبغ الخيارات السياسية بصبغة دينية يفتح الباب أمام استباحة حقوق المخالفين، وإصدار فتاوى التحريم، والطعن في إيمان الآخرين، بل وتبرير سفك الدماء، معتبرًا ذلك عبثًا خطيرًا بالدين وتوظيفًا له في صراعات سياسية.

وأكد أن قضايا ترسيم الدول، واتحادها أو استقلالها، والعلاقات بينها، هي مسائل سياسية تخضع للاجتهاد البشري، وتُقدّر وفق ميزان المصالح والمفاسد، ولا تندرج ضمن العقائد أو الأحكام الشرعية الثابتة، كما يدّعي المتلاعبون بالدين لأغراض سياسية.

وشدد الجفري على أن حق تقرير المصير يدخل ضمن هذه القضايا الاجتهادية، ولا يجوز تحويله إلى قضية إيمانية أو معيارًا للحكم على إسلام الأفراد أو الجماعات، محذرًا من خطورة خلط الدين بالسياسة على هذا النحو.

فيديو