مشاركة المرأة الضالعية في النضال الثوري منذ الاستعمار البريطاني حتى اليوم المرأة الضالعية وبدايات الوعي الوطني

الجنوب - منذ 3 ساعات

عين الجنوب ||خاص      

مثّلت المرأة الضالعية عبر مختلف المراحل التاريخية ركيزة أساسية من ركائز النضال الوطني، ولم يكن حضورها يومًا ثانويًا أو هامشيًا، بل حضورًا واعيًا وشجاعًا ومتقدمًا في الصفوف الأولى لكل معركة خاضها أبناء الضالع دفاعًا عن الأرض والهوية والكرامة. ومنذ انطلاق شرارة الوعي الوطني ضد الاستعمار البريطاني، ارتبط اسم المرأة الضالعية بالفعل الثوري والتضحية الصامتة والعمل الدؤوب.

دور المرأة الضالعية في مقاومة الاستعمار البريطاني

خلال مرحلة مقاومة الاستعمار البريطاني، ومع تصاعد الكفاح الوطني الذي تُوّج بثورة 14 أكتوبر، لعبت المرأة الضالعية أدوارًا محورية تجاوزت الأدوار التقليدية. فقد شاركت في دعم الفدائيين، ونقل الرسائل السرية، وتأمين الغذاء والدواء، وإخفاء السلاح، وإيواء المناضلين في القرى والمنازل، متحدّيةً بطش المستعمر ومخاطره. وكانت المرأة في الضالع حارسة للثورة، تحفظ أسرارها وتغذّي جذوتها في نفوس الأجيال.

المرأة الضالعية في مرحلة ما بعد الاستقلال

مع تحقق الاستقلال، لم تنسحب المرأة الضالعية من المشهد العام، بل انتقلت من مرحلة النضال المسلح إلى مرحلة البناء الوطني. وأسهمت بفاعلية في مجالات التعليم ومحو الأمية والرعاية الصحية والعمل الاجتماعي، وساهمت في ترسيخ قيم الدولة والنظام، مؤكدة أن التحرير الحقيقي لا يكتمل إلا ببناء الإنسان وصيانة الوعي المجتمعي.

عودة المرأة الضالعية إلى واجهة النضال السلمي

أعادت التحولات السياسية اللاحقة وما رافقها من تهميش وإقصاء للجنوب المرأةَ الضالعية إلى واجهة الفعل النضالي، ولكن هذه المرة عبر أدوات سلمية وشعبية. ومع انطلاق الحراك الجنوبي، كانت المرأة الضالعية حاضرة بقوة في المسيرات والوقفات الاحتجاجية، ترفع علم الجنوب، وتهتف للحرية، وتواجه القمع بثبات وإصرار، مقدمة نموذجًا نضاليًا راقيًا يجمع بين الشجاعة والالتزام السلمي.

المرأة الضالعية في الاعتصامات المطالِبة باستعادة الدولة

تجلّى الدور النضالي للمرأة الضالعية بشكل أوضح في الاعتصامات الشعبية التي شهدتها الضالع، حيث لعبت دورًا بارزًا في الاعتصامات المطالِبة باستعادة الدولة الجنوبية. ولم يكن حضورها مجرد مشاركة رمزية، بل كانت عنصرًا فاعلًا في التنظيم والحشد، وإدارة مخيمات الاعتصام، وتوفير الدعم اللوجستي، وإيصال صوت المعتصمين إلى الداخل والخارج. وقد وقفت المرأة الضالعية في الصفوف الأمامية، تحت الشمس والبرد، جنبًا إلى جنب مع الرجل، مؤكدة أن قضية استعادة الدولة قضية شعب بأكمله. وتمثل ذلك في القاء كلمات معبره عن الهويه الجنوبيه والمطالبه باستعاده الدوله الجنوبيه كامله السياده وعاصمتها عدن

البعد الإنساني والأخلاقي لمشاركة المرأة

أسهمت المرأة الضالعية في إضفاء بعد أخلاقي وإنساني عميق على الاعتصامات، فكنّ صوت الأمهات الثكالى، والزوجات الصابرات، وبنات الشهداء، يحملن معاناتهن إلى ساحات النضال، ويحوّلن الألم إلى طاقة ثورية واعية. وكان لحضورهن أثر بالغ في تعزيز الطابع السلمي للاعتصامات، وكسب التعاطف الشعبي والحقوقي مع مطالب الجنوبيين.

 المرأة الضالعية ودورها الوطني في المرحلة الراهنة

في المرحلة الراهنة، تواصل المرأة الضالعية أداء دورها الوطني في مختلف الميادين، من العمل المجتمعي والإغاثي، إلى الإعلام والحقوق، وصولًا إلى دعم الاستقرار الاجتماعي وتعزيز روح التماسك في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وقد أثبتت التجربة أن المرأة الضالعية ليست تابعًا في مسيرة النضال، بل شريكًا كاملًا في صناعة القرار الوطني.

خلاصة التقرير

إن تاريخ المرأة الضالعية هو تاريخ نضال متواصل، يبدأ من مواجهة الاستعمار البريطاني، ويمر بمحطات البناء والصمود، ويصل اليوم إلى ساحات الاعتصام والمطالبة باستعادة الدولة. وهو تاريخ يستحق أن يُكتب ويُوثّق بوصفه أحد أعمدة النضال الجنوبي، وعنصرًا أساسيًا لا يستقيم أي مشروع وطني مستقبلي من دونه.

فيديو