تحريك ورقة "القبيلة" في حضرموت

تقارير - منذ 2 سنة

تحريك ورقة "القبيلة" في حضرموت.. خلط للأوراق لمنع تكرار سيناريو شبوة   عين الجنوب ، حضرموت [caption id="attachment_6930" align="alignnone" width="300"]تحريك ورقة "القبيلة تحريك ورقة "القبيلة[/caption]   على وقع المشهد الساخن في حضرموت، شهدت المكلا عاصمة المحافظة السبت، اجتماعين بارزين وبعناوين مختلفة عكست حالة الصراع الذي تعيشه المحافظة، في ظل التهديدات والهجمات التي تتعرض لها من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية. حيث شهدت المكلا اجتماعاً للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت تحت شعار "تحرير الوادي أولويتنا"، وبحضور أعضاء من هيئة رئاسة المجلس التي أكدت على قضية إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى والموالية لجماعة الإخوان من وادي وصحراء حضرموت. الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري أشار في كلمته إلى أن حضرموت تعيش هذه الأيام لحظة حرجة، "تكثف فيها القوى المعادية للمشروع الجنوبي من مؤامراتها، بهدف عرقلة مساعي أبناء المحافظة في تحرير أرضهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم"، حسب قوله. الكثيري دعا أعضاء القيادة المحلية إلى "كشف أكاذيب تلك القوى وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين"، مشيرا إلى أن تلك الجماعة والقوى "لجأت إلى دغدغة عواطف المواطنين بتبني مشاريع وهمية بعيدة عن الواقع، وإلى التحريض ونشر الفتن بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي". المشاريع الوهمية التي يتحدث عنها ناطق الانتقالي، هي إشارة إلى الحراك الذي تقوم به بعض الكيانات والشخصيات الحضرمية منذ أشهر تحت لافتة "دولة حضرموت"، وتحظى بدعم وتأييد من قبل قيادات إخوانية بالمحافظة وكذا وسائل إعلام الجماعة، التي ترى فيه حلاً لمواجهة مشروع الدولة الجنوبية الذي يتبناه المجلس الانتقالي ويلقى تأييداً واسعاً من قبل أبناء المحافظة. كما ترى الجماعة بأن ضرب مشروع الانتقالي عبر إثارة مشروع "دولة حضرموت"، سيعني أيضاً القضاء أو الالتفاف على مطالب أبناء وادي حضرموت بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، ما يعني بقاء نفوذها ومنع تكرار سيناريو شبوة.   هذا الالتفاف يجسد –كما يرى المراقبون- في البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الذي عقده "حلف قبائل حضرموت" برئاسة وكيل المحافظة عمر بن حبريش، صباح السبت، بمدينة المكلا، والذي توعد بالتصعيد في حالة رفض المطالب الواردة في البيان. البيان كرر العبارات والشعارات التي باتت ترفع من قبل المتبنين لمشروع "دولة حضرموت"، بالتأكيد على "أن مكانة حضرموت فوق كل الاعتبارات"، واعتبار أن "كل ما يخص حضرموت شأن أهلها، وهم أهل السيادة والقرار فيها"، ورفضه "لتمثيل حضرموت من خارجها". اللافت في البيان كانت رسائل التهديد غير المباشرة إلى المجلس الانتقالي، من خلال تحذيره "كل الأطراف التي تستهدف حضرموت من خارجها والكف عن جميع التدخلات التخريبية"، والدعوة إلى "إخراج كافة القوات العسكرية غير الحضرمية واستبدالها بقوات من أبناء حضرموت مع إضافة عدد أربعين ألف جندي مستجد من خلال فتح باب التجنيد الجديد". إشارة البيان إلى "إخراج كافة القوات العسكرية غير الحضرمية"، تتناقض مع اكتفائه بضرورة "إصدار قرار رئاسي على وجه السرعة بتعيين قائدا وأركان حرب وعمليات للمنطقة العسكرية الأولى من أبناء حضرموت"، بدلاً من الدعوة لإخراجها لكون أن قيادتها وأفرادها من خارج حضرموت وهو ما يطالب به الانتقالي وأبناء المحافظة. كما أن اللافت أيضاً ما ورد في البيان بهذه النقطة من أن "الحلف" هو من سيقوم بترشيح أسماء لقيادات المنطقة الأولى، وهو ما يعزز الاتهامات –برأي المراقبين- بوقوف جماعة الإخوان خلف هذه الخطوة بهدف الالتفاف على مطالب أبناء حضرموت بإخراج قوات المنطقة الأولى. ويشير مراقبون إلى أن مطالبة الحلف ورئيسه بن حبريش بـ"إخراج كافة القوات العسكرية غير الحضرمية"، يقصد بها بشكل واضح لواء بارشيد أحد أقوى ألوية النخبة الحضرمية المنضوية ضمن قوات المنطقة العسكرية الثانية، والذي بات مؤخراً في مرمى الاستهداف الإخواني. استهداف يأتي على خلفية القوة العسكرية التي يمثلها اللواء، والدور البارز الذي لعبه في تحرير وتأمين المنطقة الغربية من حضرموت والمجاورة لمحافظة شبوة من العناصر والتنظيمات الإرهابية وتمكنه من الوصول إلى أكبر معاقل هذه التنظيمات والذي ظلت متحصنة بداخلها لعشرات السنين. اللواء الذي تشكل عقب تحرير المكلا من عناصر القاعدة يتألف من خليط واسع من أبناء حضرموت والمحافظات الجنوبية ويقوده العميد الركن عبد الدائم الشعيبي الذي ينتمي لمحافظة الضالع، وهو ما تستغله الشخصيات والمكونات الموالية لجماعة الإخوان والتي ترفع شعار "دولة حضرموت"، لتضعه في سلة واحد مع قوات المنطقة العسكرية الأولى كـ"قوات عسكرية غير حضرمية" وتطالب بإخراجها جميعاً. ورقة ابتزاز تمارسها الجماعة والقوى الحليفة معها في حضرموت كمحاولة منها لمقاومة خسارة نفوذها بالمحافظة كما حدث في شبوة قبل نحو 3 أشهر، إدراكاً منها بأن هذه الخسارة قد تكتب بداية النهاية لها في المشهد باليمن بأكلمه.  

[عين الجنوب]

فيديو