حمامة العيسي.. تسرب نفطي ينذر بكارثة بيئية تهدد عالمية أرخبيل سقطرى

تقارير - منذ 1 سنة

 سقطرى، عين الجنوب كشفت بقع سوداء على شواطئ منطقة دليشة الواقعة شرق مدينة حديبو، مركز أرخبيل سقطرى، عملية تسرب نفطي خطير من ناقلة النفط الجانحة على سواحل الأرخبيل منذ العام 2018. ونشر الناشط عبدالله بداهن، صورا وتسجيلات مرئية (فيديو) تؤكد ظهور مواد نفطية سوداء اللوان تغطي مساحات واسعة من الساحل المحيط لمنطقة دليشة، وسط إطلاق تحذيرات عاجلة من كارثة بيئية تهدد الأحياء البحرية في جزيرة سقطرى. السفينة النفطية تدعى "Dove Gulf" أو كما يطلق عليها أيضا "حمامة الخليج"، هي إحدى السفن المتهالكة التي تتبع رجل الأعمال المعروف "أحمد صالح العيسي". وتعرضت السفينة للجنوح أواخر عام 2018. وبدأت الخزانات السفلية للسفينة بالتآكل بفعل الصدى وحركة الأمواج وهو ما نجم عنه عمليات تسرب خطيرة. خطر كبير   عند زيارتك إلى ساحل دليشه شرقي حديبوه، ستجد لون الشريط الساحلي أسود ومياه البحر لم تعد زرقاء نقية كما هو الحال في باقي مناطق الجزيرة الفريدة. أمواج ورمال سوداء، وأسماك ميتة منتشرة على الساحل بفعل التسرب النفطي الناجم عن الناقلة النفطية الجانحة منذ سنوات. تحمل السفينة ما يقرب من 7000 طن متري من المشتقات النفطية، جنحت على ساحل دليشة شرق ميناء هولف على بعد 15 كيلومتراً من العاصمة حديبو، ومنذ جنوحها وحتى الآن، لم تتخذ الجهات الحكومية ذات الصلة، أو تقوم بأي خطوات أو إجراءات أو تدابير لإزالة السفينة التي تهدد الجزيرة المصنفة عالميا كإحدى الجزر الطبيعية والنادرة. ١ وأطلق الناشط عبدالله بداهن، تحذيرات من كارثة بيئية خطيرة تهدد الأحياء البحرية خاصة وأن منطقة دليشة تعد من أهم المناطق الغنية بالشعاب المرجانية الفريدة، كونها منطقة سياحية جميلة.  وناشد بداهن الجهات المعنية وعلى رأسها السلطات المحلية ووزارة البيئة والمنظمات ذات الصلة للتحقيق في الحادثة والتحرك لعمل اللازم لما من شأنه تفادي ما أمكن من الآثار السلبية للكارثة وضمان عدم تكرارها ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. وبحسب المعلومات، تتبع السفينة "حمامة الخليج" شركة "عبر البحار للشحن" المملوكة لأحمد العيسي (رجل الأعمال المسيطر على تجارة واردات النفط). وهي سفينة متهالكة تعمل بدون تصاريح وغير مناسبة للإبحار. وتؤكد قيادة الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى، أن هناك تحركا لفريق فني بتوجيه من قيادة السلطة المحلية من أجل النزول إلى السفينة المهجورة وتقييمها على الأرض، ورفع تقرير مفصل عن وضعها والطرق الممكنة لإزالة خطرها الذي يهدد الحياة البيئية والبحرية في الجزيرة. الجزيرة في خطر في عام 2008، تم إدراج جزيرة سقطرى، ضمن  قائمة التراث العالمي لليونسكو لتنوعها البيولوجي الغني. فهي تمتلك أنواعا من نباتات مختلفة ونادرة تصل إلى أكثر من 900 نوع من النباتات، معظمها لا توجد في أي مكان آخر في العالم. إلى جانب تنوعها الحيواني والبحري النادر الذي يجعلها محمية طبيعية نادرة تحتاج إلى المحافظة عليها. ويشكل وجود ناقلة "حمامة الخليج" مخاطر بيئية حقيقية على الجزيرة المدرجة في التراث العالمي، فتسرب النفط إلى البحر سيضر بشكل كبير في الشعاب المرجانية، والأحياء البحرية. ناهيك عن التأثيرات الاقتصادية على المواطنين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الصيد كمصدر دخل لهم. وبحسب مسؤولين في ميناء سقطرى والهيئة العامة لحماية البيئة، فإن السفينة الجانحة في سواحل دليشة بدأت بالتحلل، وتم توثيق أكثر من عملية تسريب على شواطئ المنطقة المقابلة لجنوحها. موضحين أن عواقب وخيمة قد تلحق بالجزيرة وتشوه صورتها الجميلة والشعاب المرجانية والغنية بالموارد السمكية. وأكد المسؤولون على ضرورة التحرك لاتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كوارث هذه الناقلة التي تركت مهجورة على الساحل لسنوات، وأصبحت اليوم تمثل تهديدا للجزيرة بيئياً واقتصادياً وسياحياً. كوارث أخرى للعيسي  ناقلة النفط "Dove Gulf" في سقطرى لا تختلف عن بقية السفن النفطية الجانحة التابعة للعيسي والمتواجدة في العاصمة عدن ومدينة المكلا بحضرموت، والمهرة، ولحج. وهي سفن متروكة من سنوات في سواحل اليمن، وأصبحت تهدد بحدوث تلوث بحري في حال لم يتم تدارك الأمر وانتشالها. وتشير تقارير الهيئة العامة للشؤون البحرية إلى أن هناك 12 سفينة متهالكة ومهددة بالغرق على سواحل عدن منتهية الصلاحية وغير مسجلة وليس لديها أعلام ولا تصاريح تشغيل، وقد تم إيقافها من الملاحة البحرية قبل بدء الحرب في اليمن في آذار/ مارس 2015، وجميعها تنتمي إلى شركة "عبر البحار للشحن" التابعة لشركة العيسي. ضيف إلى ذلك سفنا أخرى متهالكة في: المكلا وسقطرى والمهرة ولحج، قرب مضيق باب المندب. وخلال الفترة الماضية جرى توثيق عملية تسريب نفطي مماثل على شواطئ البريقة من ناقلة “TAMBA" الجانحة منذ العام 2015، وكذا الناقلة "شامبيون 1" الجانحة في ميناء المكلا منذ العام 2013. وأطلقت الهيئة العامة لحماية البيئة، الكثير من البيانات والمناشدات للجهات الحكومية العليا، بضرورة الإسراع بتفريغ المواد النفطية التي لا تزال مخزنة داخل صهاريج ومحركات السفن المتهالكة، التي تهدد بأضرار بيئية خطيرة، ناهيك مخاطرها التجارية على مينائي عدن والمكلا. وأوضحت المصادر في الهيئة العامة لحماية البيئة بالعاصمة عدن، أن هناك 7 سفن نفطية تابعة للعيسي، خرجت جميعها عن الخدمة، وتحولت إلى نفايات بحرية متواجدة في المخطف بميناء عدن. وأصبحت هذه السفن المتهاكلة قنابل موقوتة تهدد بأضرار بيئية كبيرة، ناهيك عن أضرار اقتصادية وتجارية بحركة الملاحة من وإلى ميناء عدن. ووفقا للمعلومات فإن التسريبات النفطية للسفن المتهالكة التابعة للعيسي تضاعفت خلال السنوات الماضية بفعل التآكل المستمر لجسم السفن. وتم توثيق الكثير من عمليات التسريب على شواطئ: عدن وحضرموت ولحج، وتحولت على إثرها رمال الساحل الذهبية إلى اللون الأسود. أضف إلى ذلك ما ألحقت به هذه التسربات من أضرار كبيرة بالبيئة البحرية والساحلية. تحرك قضائي ورسمي  في منتصف يناير 2023، قررت المحكمة التجارية في العاصمة عدن بيع مجموعة من السفن المتهالكة والجانحة في ميناء عدن _معظمها تابع للعيسي- باعتبارها «حطامًا بحريًا». وقال إعلام وزارة النقل، إن المحكمة التجارية الابتدائية في عدن أصدرت قرارًا ببيع سفن متهالكة كحطام بحري؛ كون وجودها يشكل مصدر خطر على مجرى القناة الملاحية لميناء عدن والبيئة البحرية عمومًا. وجاء القرار ردًا على الطلب المستعجل المُقدم للمحكمة من مؤسسة موانئ خليج عدن والهيئة العامة للشؤون البحرية ضد ملاك السفن الجانحة والمتهالكة التابعة لشركة «عبر البحار».  وعبرت وزارة النقل عن تطلعها إلى تنفيذ القرار بأسرع وقت ممكن، حفاظًا على الصالح العام. وفي 16 أغسطس 2022، أصدرت الهيئة العامة للشؤون البحرية ومؤسسة موانئ البحر العربي بحضرموت بيانا دعت فيه أصحاب السفن الغارقة والمهجورة في مينائ:  المكلا والمهرة، على وجه السرعة لإزالة حطام سفنهم من الموانئ خلال خمسة عشر يوماً من الإعلان بموجب أحكام القانون البحري اليمني رقم 15 لسنة 1994، أو إزالتها على نفقة أصحابها.

[عين الجنوب]

فيديو